للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقام الأول في حليته وسيرته

أما حليته: فعند البخاري من حديث عقيل بن خالد: أنه أحمر جَعْدٌ عريض الصدر.

وفي رواية: "آدم كأحسن ما أنت رَاءٍ من أُدُمِ الرجال، سبط الشعر ينطِفُ -أي: بكسر الطاء المهملة؛ أي: يقطر- زاد في رواية: له لِمَّة -بكسر اللام، وتشديد الميم- كأحسن ما أنت رَاءٍ من اللِّمَم، قد رجّلها". أي؛ بتشديد الجيم: سرحها.

وفي رواية: "لمتُهُ بين منكبيه، رجل الشعر، يقطر رأسه ماء".

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس".

زاد في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه: "كأنما خرج من دِيماس"؛ يعني: الحمام.

ولا مُنافاة بين الحمرة والأدمة؛ لجواز أن تكون أدمته صافية؛ كما مر في الدجال: "لا يجد ريح نَفَسِه -بفتح الفاء- كَافرٌ إلَّا مات، عليه مهروذتان" ... إلى غير ذلك؛ كما مر أكثرها.

وأما سيرته: فإنه يَدُقُّ الصليب ويقتل الخنزير والقردة، ويضع الجزية، فلا يَقبل إلَّا الإسلام، ويتحد الدين فلا يُعبد إلا الله، ويَترك الصدقة -أي: الزكاة- لعدم من يقبلها، وتَظهر الكنوز في زمنه، ولا يُرغَبُ في اقتناء المال -أي: للعلم بقرب الساعة- ويرفع الشحناء والتباغض -أي: لفقد أسبابهما غالبًا-، وينزع سُمُّ كل ذي سُمٍّ حتى تلعب الأولاد بالحيات والعقارب فلا تضرهم، ويرعى الذئب مع الشاة فلا يضرها، ويملأ الأرض سِلمًا وينعدم القتال، وَتُنبِتُ الأرض نبتها كعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، وكذا الرمانة، وترخص الخيل؛ لعدم القتال، ويغلو الثور؛ لأن الأرض تُحْرث كلها، ويكون مقررًا للشريعة النبوية لا رسولًا إلى هذه الأمة، ويكون قد علم بأمر الله في السماء قبل أن ينزل، وهو نبي، ومع ذلك

<<  <   >  >>