للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التتار؛ فإنهم خربوا المساجد، وحرقوا المصاحف والكتب، وقتلوا الرجال وسبوا النساء، وبقروا بطونهن، فأخرجوا أولادهن وقتلوهم.

قال السخاوي: ثم لم تزل بقاياهم يخرجون إلى أن كان آخرهم الأمير تيمور الأعرج، فطرق الديار الشامية، وعاث فيها، وحرق دمشق حتى جعلها خاوية على عروشها، ودخل الروم والهند وما بين ذلك، وطالت مدته إلى أن مات، وتفرق بنوه في البلاد.

وظهر بجميع ذلك مصداق قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أول من يَسْلُبُ أمتي مُلكها بنو قنطوراء".

قال في "القناعة": وقنطوراء؛ بالمد والقصر، قيل: كانت جارية لإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، فولدت له أولادًا، فانتشر منهم الترك، حكاه ابن الأثير واستبعده، وجزم به المجد في "القاموس". انتهى

ومصداق ما رَوى الخطيب عن عليّ - رضي الله عنه -: تكون مدينة بين الفرات ودجلة، يكون فيها ملك بني العباس؛ وهي الزوراء، تكون فيها حرب مفظعة، تسبى فيها النساء، وتُذبح فيها الرجال؛ كما تذبح الغنم.

قال: وإسناده شديد الضعف.

قال الحافظ السيوطي في "الجامع الكبير": وقعت هذه الحرب بعد موت الخطيب بأكثر من مئتي سنة، وذلك مما يقوي الحديث.

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: كأني بالترك وقد أتتكم على براذين مخرمة الآذان، حتى تربطها بشط الفرات.

وفي حديث آخر: يُلْحِقُونَ أهل الشام بمنابت الشِّيح؛ كأني أنظر إليهم وقد ربطوا خيولهم بسواري المسجد.

فائِدَة

قال السخاوي في "القناعة": أسند الحاكم صاحب "الصحيح" في "مستدركه" إلى محمد بن يحيى أبي بكر الصولي النحوي قال: أول من مدح الترك من شعراء

<<  <   >  >>