للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن علي (١) بن أبي طالب كرم الله وجهه، وقد قيل له: إن ناسًا يزعمون أنك دابة الأرض. فقال: والله إن لدابة الأرض ريشًا وزغبًا، وما لي ريشٌ ولا زغب، وإن لها حافرًا وما لي حافر، وإنها لتخرج حُضْرُ الفرس الجواد ثلاثًا، وما أخرج ثلثاها.

وعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أن رأسها يمس السماء، وما خرجت رجلاها من الأرض.

وعن ابن عمرو رضي الله عنهما: أنها تخرج كجري الفرس ثلاثة أيام، لم يخرج ثلثها، وهذا يقرب من رواية علي كرم الله وجهه المارة.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن فيها من كل لون، ما بين قرنيها فرسخ للراكب.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنها مؤلفة ذات زغب وريش، فيها من ألوان الدواب كلها، وفيها من كل أمة سيما، وسيماها من هذه الأمة أنها تكلم الناس بلسان عربي مبين، تكلمهم بكلامهم.

تَنبيه

الزغب: صغار الريش أول ما يطلع، قاله في "النهاية".

وعن أبي الزبير أنه وصف الدابة؛ فقال: رأسها رأس ثور، وعيناها عينا خنزير، وأذنها أذن فيل، وقرنها قرن أيل، وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هر، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير.

أي: وقد مر عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن وجهها وجه إنسان، ومنقارها منقار طير، بين كل مفصلين منها اثنا عشر ذراعًا.

(الأيل)؛ بفتح الهمزة وكسر التحتانية مشددة، وبالعكس، وبضم وفتح: الوعل، وهو تيس الجبل.

وعن عاصم بن حبيب بن أصبهان قال: سمعت عليًا - رضي الله عنه - علي المنبر


(١) حكاه السيوطي في "الدر" (ز).

<<  <   >  >>