ثم وقع في سنة ثمان وسبعين وأربع مئة بالعراق.
ثم في سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة بالحجاز واليمن.
ثم في سنة خمس وسبعين وخمس مئة ببغداد.
ثم في سنة تسع وأربعين وسبع مئة لم يُعهد نظيره في الدنيا؛ فإنه طَبّق الأرض شرقًا وغربًا، ودخل البلاد كلها حتى دخل مكة المشرفة، ووقع في الحيوانات أيضًا، وعمل فيه ابن الوردي مقامةً مشهورة.
وقلت في ذلك:
فِي عَامِ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَا ... مِنْ بَعْدِ سَبْعِ مِئَةٍ سِنِينَا
قَدْ دَهَمَ الْخَلائِقَ الطَّاعُوْنُ ... وَمَا أَرَادَ رَبُّنَا يَكُونُ
طَبَّقَ الأَرْضَ مَشْرِقًا وَمَغْرِبًا ... أَوْسَعَ طَعْنًا فِي الْوَرَى وَمَضْرِبَا
أَهَلَّ نِصْفَ النَّاسِ بَلْ وَأَكْثَرَا ... وَأَدْخَلَ الْفَنَاءَ فِي أُمِّ الْقُرَى
فِيْ الْحَيَوَانِ قَدْ بَدَا تَأْثِيرُهُ ... لَمْ يُرَ فِي الدُّنْيَا أَخُو نَظِيرُهُ
فِيهِ مَقَامَة عَنِ ابْنِ الْوَرْدِي ... خُذْ هَذِهِ عَنِ السِّيُوطِي الْفَرْدِ
نَاظِمُهُ مُحَمَّدُ الْبَرْزَنْجِي ... يَرْجُو النَّجَاةَ وَالإِلهُ الْمُنْجِي
وقال ابن أبي حَجَلة: مات فيه على جهة التقريب نصف العالم أو أكثر، وبلغ الموت في القاهرة كل يوم زيادةً على عشرين ألفًا.
ثم وقع في سنة أربع وستين وسبع مئة بالقاهرة ودمشق.
ثم في سنة إحدى وسبعين بدمشق.
ثم في سنة إحدى وثمانين بالقاهرة.
ثم في سنة إحدى وتسعين.
ثم في سنة ثلاث عشرة وثمان مئة.
ثم في سنة تسع عشرة.