للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خُسِفَ بهم، فيهم المنتصر والمجبور وابن السبيل، يهلكون مهلكًا واحدًا، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم" (١) رواه البخاري، ومسلم.

وعن صفية أم المؤمنين رضي الله عنها؛ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزو جيش، حتى إذا كانوا بالبيداء -أو بيداء من الأرض- خُسِفَ بأولهم وآخرهم، ولم يَنْجُ أوسطهم".

قيل: فإن كان معهم من يكره؟ قال: "يبعثهم الله على ما في أنفسهم" رواه أحمد، وأبو داود، والتر مذي، وابن ماجه، ورواه أحمد، ومسلم، والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها.

ورواه أحمد، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه عن حفصة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: "يقطع الخليفة بالشام بعثًا فيهم ست مئة غريب إلى هاشميين بمكة، فإذا أتوا البيداء فينزلون في ليلة مقمرة، إذ أقبل راعٍ ينظر إليهم ويعجب، ويقول: يا ويح أهل مكة. فينصرف إلى غنمه، ثم يرجع فلا يرى أحدًا، فإذا هم قد خُسِفَ بهم، فيقول: سبحان الله! ارتحلوا في ساعةٍ واحدة، فيأتي فيجد قطيفةً قد خُسِفَ ببعضها وبعضها على وجه الأرض، فيعالجها فلا يُطيقها، فَيعلم أنه قد خُسِفَ بهم، فينطلق إلى صاحب مكة، فيبشره فيقول: الحمد لله؛ هذه العلامة التي كنتم تُخْبَرُونَ بها" رواه نُعيم بن حماد.

وفي رواية: "لا يُفلت منهم أحدٌ إلَّا بَشِيرٌ ونَذِيرٌ؛ بشير إلى المهدي، ونذير إلى السفياني، وهما رجلان من كلب".

تَنبيه

وجه الجمع بين الروايتين أن الرجلين يهربان، ثم يأتي الراعي فلا يرى أحدًا، فيأتي بالبشارة إلى المهدي أيضًا.


(١) هذا لفظ حديث "مسلم"، وأخرجه "البخاري" مختصرًا في "البيوع".
قال الحافظ (٣/ ٢٩٩): يعني أن الظاهر أنه يخسف بهم مرة، ويترك الآخرين فيهدمونهم.
وقال أيضًا (٤/ ٢٣٤): الظاهر أنه يخسف بهم قبل أن يصلوا إليها، ومال ابن التين إلى أن المخسوفين هم الهادمون، خُسفوا بعد الهدم انتقامًا لهم، وكذا قال العيني. (ز).

<<  <   >  >>