للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قصة المهدي أن معه في الغزو أكثر من هذا بكثير، ويمكن أن يقال: إذا رأوه اتبعوه، لكنه بعيدٌ إن شاء الله تعالى.

وقد ورد كما مر في قتل عثمان - رضي الله عنه -: أن كل من في قلبه مثقال حبة من قتل عثمان - رضي الله عنه - اتبع الدجال إن أدركه، وإن لم يدركه آمن به في قبره.

فعلى هذا: كل من بقي من الرافضة على اعتقاده اليوم ولم يهتد بالمهدي الحق فإنه يتبعه؛ لأن كل رافضي يُحب قتل عثمان - رضي الله عنه - وراضٍ به، نسأل الله أن يُميتنا على محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته آمين.

ومنها: أن معه ملكين من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، فيقول الدجال: ألست ربكم أحيي وأميت؟ ! فيقول أحد الملكين: كذبت. فما يسمعه أحدٌ من الناس إلَّا صاحبه، فيقول له صاحبه: صدقت. ويسمعه الناس فيحسبون أنه صَدَّق الدجال، وذلك فتنة.

وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - عند نُعيم والحاكم:

فإذا قال: أنا رب العالمين قال له إلياس: كذبت. ويقول اليسع: صدق إلياس. فكأن النبيين الذين يشبههما الملكان هما إلياس واليسع.

ومنها: أن الله يبعث له الشياطين من مشارق الأرض ومغاربها، فيقولون: استعن بنا على من شئت. فيقول: نعم، انطلقوا فأخبروا الناس أني ربهم، وأني قد جئتهم بجنتي وناري. فتنطلق الشياطين، فيدخل على الرجل أكثر من مئة شيطان، فيتمثلون له بصورة والده، ووالدته، وإخوته، ومواليه، ورفيقه، فيقولون: يا فلان؛ أتعرفنا؟ فيقول لهم الرجل: نعم، هذا أبي، وهذه أمي، وهذه أختي، وهذا أخي. فيقول الرجل: ما نبأكم؟ فيقولون: بل أنت أخبرنا ما نبأك؟ فيقول الرجل: إنّا قد أُخبرنا أن عدو الله الدجال قد خرج. فتقول له الشياطين: مهلًا، لا تقل هذا، فإنه ربكم يريد القضاء فيكم، هذه جنته قد جاء بها وناره، ومعه الأنهار والطعام، فلا طعام إلَّا ما كان قِبَلَهُ إلَّا ما شاء. فيقول الرجل: كذبتم، ما أنتم إلَّا شياطين وهو الكذاب، وقد بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حدث حديثكم وحذّرنا

<<  <   >  >>