وأنبأنا به، فلا مرحبًا بكم، أنتم الشياطين، وهو عدو الله، وليسوقن الله إليه عيسى ابن مريم فيقتله، فيخسؤوا فينقلبوا خائبين.
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أحدثكم هذا لتعقلوه وتفهموه وتفقهوه وتعوه، فاعملوا عليه، وحدثوا به من خلفكم، وليحدث الآخر الآخر، فإن فتنته أشد الفتن" رواه نُعيم.
وروى هو والحاكم في "المستدرك": عن ابن مسعود - رضي الله عنه - بلفظ:"وتأتيه المرأة فتقول: يا رب؛ أحيي ابني وأخي وزوجي. حتى إِنها تعانق شيطانًا، وبيوتهم مملوءة شياطين، ويأتيه الأعرابي فيقول: يا رب؛ أحيي لنا إبلنا وغنمنا. فيعطيهم شياطين أمثال إبلهم وغنمهم سواء بالسن والسمة، فيقولون: لو لم يكن هذا ربنا لم يُحيي لنا موتانا"؛ أي: وكأن الحديث الأول وارد فيمن يكفر به، وهذا فيمن يُؤمن ويتبعه.
ومنها:"أنه يتناول السحاب بيمينه، ويسبق الشمس إلى مغيبها، يخوض البحر إلى كعبه، أمامه جبل دخان، وخلفه جبل أخضر، يُنادي بصوت له يَسمَعُ ما بين الخافقين: إليَّ أوليائي، إليَّ أوليائي، إليَّ أحبابي، إليَّ أحبابي، فأنا الذي خلق فسوّى، والذي قدر فهدى، وأنا ربكم الأعلى. كذبَ عدو الله ليس ربكم كذلك، ألا إن الدجال أكثر أتباعه اليهود وأولاد الزنا". رواه ابن المنادي عن عليّ كرم الله وجهه.
ومنها:"أنه يأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم -أي: ماشيتهم- أطول ما كانت ذُرى؛ أي: أسنمه، وأسبغَهُ؛ أي: أطوله ضروعًا وأمده خواصر، ثم يأتي على القوم فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون مُمَحّلِين -أي: مقحطين- ليس بأيديهم شيء من أموالهم" رواه مسلم عن النواس بن سمعان.
ومنها:"أنه يمر بالخَربةِ فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل" رواه مسلم عن النواس.
واليعاسيب: جمع يَعْسُوب، وهو ذكر النحل. والمراد هنا: جماعة النحل، لكنه كَنّى عن الجماعة باليعسوب وهو أميرها؛ لأنه متى طار تبعته جماعته.