للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقام الثالث في الفتن الواقعة قبل خروجه

ولنسقها مساقًا واحدًا تقريبًا إلى فهم العوام المقصودين بهذه الرسالة، وتكميلًا للفائدة، فنقول:

من الفتن التي قبله: أنه يَنْحَسِرُ الفرات عن جبل من ذهب (١)، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، واجتمع ثلاثة كلهم ابن خليفة يقتتلون عنده، ثم لا يصير إلى واحد منهم، فيقول مَنْ عنده: والله لئن تركت الناس يأخذون منه ليذهبن بكليته. فيقتتلون عليه حتى يُقتل من كل مئة تسعة وتسعون. وفي رواية: فيقتل تسعة أعشارهم.

وفي رواية: من كل تسعة سبعة، فيقول رجل: لعلي أكون أنا أنجو.

وفي "الصحيحين" وغيرهما: قال - صلى الله عليه وسلم -: "فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا".

ومنها: خروج السفياني، والأبقع، والأصهب، والأعرج الكندي:

أما السفياني (٢): فعن أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه؛ أنه من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان.

ويزيد هذا هو أخو معاوية بن أبي سفيان: صحابي أسلم مع أبيه وأخيه يوم الفتح، مات في خلافة عمر - رضي الله عنه -.

والسفياني من ولده، وهو رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار الجدري، وبعينه نُكتة بيضاء، هكذا ورد في حِلْيتهِ عن علي كرّم الله وجهه.

وأنه يخرج من ناحية مدينة دمشق، في وَادٍ يقال له: وادي اليابس.


(١) كذا في "البذل" (١٧/ ٢٣٣)، وسيأتي أحاديثه (ص ٢١٨). (ز).
(٢) ذكر شيئًا من أحواله ابن حجر في "الفتاوى الحديثية" (ص ٢٨، ص ٣١). (ز).

<<  <   >  >>