للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووقع بعد ذلك مرات قُتِلُوا بها جماعة من الأشراف من بني حسن، وسيقع قبيل خروج المهدي.

وآخر من يَستبيحُها ذو السَّويقتين من الحبشة؛ فإنه يبيحها ويهدم البيت حجرًا حجرًا.

وهذان سيأتيان في الباب الثالث إن شاء الله تعالى.

ومن راجع التواريخ؛ كتاريخ مصر، والشام، وبغداد، وغيرها، ولاسيما تاريخ بغداد لابن الجوزي المسمى بـ"المنتظم" وجد من ذلك شيئًا كثيرًا لا يُعد ولا يُحصى، فلنكتف من هذا القسم بهذا المقدار؛ فإنما المقصود التنبيه على وقوعه لا التحذير منه؛ فإنه قد فات، وإنما الحذر مما يأتي، وبالله التوفيق، والحمد لله رب العالمين.

خَاتمَة

الفتن الواقعة بين الصحابة رضوان الله عليهم، الحَقُّ في كلها مع أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه، وأنه المُصيب (١) دائمًا وغيره المُخطئُ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عَليٌّ مع القرآن والقرآن معه"، وقوله: "عَليٌّ يدور مع الحق حيث دار"، وقوله: "يا عَلي؛ تُقَاتِل على تأويل القرآن كما قَاتلتُ أنا على تنزيله".

وقوله للزبير - رضي الله عنه -: "تُقَاتله وأنت له ظالم"، وقوله: "ما خُيِّر عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما"، وقوله: "عمار تقتله الفئة الباغية".

وعمار كان معه، وقتل في صفين؛ قتله أصحاب معاوية - رضي الله عنه -.

ولقول حذيفة - رضي الله عنه - حين قال: سيكون قتال بين المسلمين. فسئل مع من نكون؟ فقال: انظروا إلى الفئة التي تدعو إلى أمر عليِّ، فكونوا معها، فإنها على الحق.

وغير ذلك من الأحاديث.


(١) جزم ابن عابدين (٣/ ٣٣٨) بأنه كان مصيبًا وغيره كان مخطئًا. (ز).

<<  <   >  >>