وروى خشيش، وابن أبي عاصم، والأصبهاني، عنه كرم الله وجهه قال: يهلك فينا أهل البيت فريقان: مُحبٌّ مُفرط، وباهِتٌ مُفترٍ.
وفي لفظ: يهلك فِيَّ رجلان مُحبٌّ مُفرط؛ يقرظني بما ليس فيّ، ومُبغضٌ مُفرط؛ يحمله شنآني على أن يبهتني. ورواه أحمد في "مسنده" بهذا اللفظ.
وفي رواية: يحبني قَومٌ حتى يدخلهم حبي النار، ويبغضني قوم حتى يدخلهم بغضي النار. وفي رواية: اللهم؛ العَن كل مبغض لنا، وكل محب لنا غالٍ.
وفي لفظ: يقتل في آخر الزمان كل من على رأي عليّ وحسن.
وفي لفظ: كل من على رأي حسن وأبي حسن، وذلك إذا أفرطوا فيَّ؛ كما أفرطت النصارى في عيسى ابن مريم، فانثالوا على ولدي فأطاعوهم طلبًا للدنيا.
وأخرج محمد بن سوقة، عنه كرّم الله وجهه قال: تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، شرها من ينتحل حُبنا ويفارق أمرنا.
وصح أن من أشراط الساعة: أن يلعن آخر هذه الأمة أولها.
ومن فتن هذه الطائفة: أنهم قتلوا العلماء بأكثر البلاد، بل ونبشوا قبورهم، واستهانوا بكثير من مشاهد هذه الأمة، حين استولوا على بغداد، ولار، وشيراز، وغيرها.
وناهيك أن شيراز كان دار العلم والسُّنّة، والآن صار معدن الرفض، وحصر هؤلاء العبادة والدين في السبِّ، وضموا إلى الصحابة السلف الصالح وأئمة المذاهب؛ فلم يتركوا أحدًا من أهل السُّنّة والجماعة حيًا وميتًا إلا وسبوه على المنابر والمنائر، ويدعون أنهم شِيعةُ عليّ - رضي الله عنه -، وينتحلون حُبَّ أهل البيت، وليسوا من ذلك في شيء؛ فإن من علامة المُحِب الاقتداء بمن يُحبه، وأدنى صفاته كرّم الله وجهه: الزهد في الدنيا، وعدم شق عصا الإسلام.
وعن موسى بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم وكان فاضلًا، عن أبيه، عن جده قال: إنما شيعتنا من أطاع الله تعالى وعمل مثل أعمالنا.