للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السباع صِفَافًا، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء، وخَسفًا، ومَسخًا، وقَذفًا، وآيات"، أخرجه أبو نُعيم في "الحلية" عنه.

ومنها: "إذا ظهر القول، وخُزِن العمل، وائتلفت الألْسُن، واختلفت القلوب، وقطع كُلّ ذي رَحِم رحمه فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم، وأعمى أبصارهم" رواه أحمد، وعَبْد بن حُميد، وابن أبي حاتم، عن سلمان - رضي لله عنه - موقوفًا. والحسن بن سفيان، والطبراني، وابن عساكر، والديلمي، عنه مرفوعًا.

ومنها: "إذا الناس أظهروا العلم، وضَيّعوا العمل، وتحابوا بالألسن، وتباغضوا بالقلوب، وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك، فأصمّهم وأعمى أبصارهم" رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "العِلم" عن الحسن رحمه الله.

ولنختم هذا القسم بحديثٍ عن أمير المؤمنين علي (١) كرّم الله وجهه جامعٍ لأكثر ما ذُكِرَ، وزيادة تبرُّكًا.

قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ اقتراب الساعة: إذا رأيتم الناس أضاعوا الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكبائر، وأكلوا الربا، وأكلوا الرشا، وشيدوا البناء، واتبعوا الهوى، وباعوا الدين بالدنيا، واتخذوا القرآن مزامير (٢)، واتخذوا جلود السباع صِفافًا، والمساجد طُرقًا، والحرير لِباسًا، وأكثروا الجور، وفشا الزنا، وتهاونوا بالطلاق، وائتمن الخائن، وَخُوّن الأمين، وصار المطر قَيظًا، والولد غيظًا، وأمراء فَجرة، ووزراء كَذبة، وأمناء خَونة، وعُرفاء ظَلمة، وقَلّتِ العلماء، وكَثُر القراء، وَقلّتِ الفُقهاء، وحُليت المصاحف، وزُخرِفت المساجد، وطولت المنابر، وفسدت القلوب، واتخذوا القينات، واستُحِلت المعازف، وشُربت الخمور، وعطلت الحدود، ونقصت الشهور، ونقضت المواثيق، وشاركت المرأة زوجها في التجارة، وركب النساء البَراذِين، وَتَشبّهت النساء بالرجال والرجال بالنساء، وَحُلفَ بغير الله، وشهد الرجل من غير أن يُستشهد، وكانت الزكاة مَغْرمًا


(١) رواه الترمذي مختصرًا، وعنه صاحب "المشكاة"، وقد تقدم (ص ١١١). (ز).
(٢) سيأتي معناه (ص ١٦٦)، وورد هذا اللفظ -في هذا الكتاب- برواية ابن عباس، وحذيفة، وعلي رضي الله عنهم وسؤال سلمان. وفي "مجمع الزوائد" (٧/ ٣٢٣) برواية عوف (ز).

<<  <   >  >>