للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج الطبراني، وابن مردويه: عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدًا يُنادي ويجهر: إلهي؛ مُرني أسجد لمن شئت، فتجتمع إليه زبانيته فيقولون: يا سيدنا، ما هذا التضرع؟ فيقول: إنما سألت ربي أن ينظرني إلى الوقت المعلوم، وهذا الوقت المعلوم.

قال: "وتخرج دابة الأرض من صدعٍ في الصفا، فأول خطوة تضعها بأنطاكية، فتأتي إبليس فتخطمه".

تَنبيه

في طلوعها من المغرب ردٌّ علي أهل الهيئة ومن وافقهم أن الشمس وغيرها من الفلكيات بسيطة لا تختلف مقتضياتها، ولا يتطرق إليها تغيير عما هي عليه.

قال الكرماني: وقواعدهم منقوضة، ومقدماتهم ممنوعة، وعلي تقدير تسليمها فلا امتناع من انطباق منطقة البروج علي المعدل بحيث يصير المشرق مغربًا والمغرب مشرقًا. اهـ

وأما دابة الأرض (١): فقد قال تعالي: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ... } الآية.

قال أهل التفسير: إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر.

وقال البيضاوي: إذا دنا وقوع معناه؛ وهو ما وعدوا من البعث والعذاب.

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه -: إذا مات العلماء، وذهب العلم، ورُفِعَ القرآن {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ}، من الكلام، ويؤيده: أنه قُريء: (تنبئهم) وقُريء: (تحدثهم)، وقُريء وحمل علي التفسير: (تكلمهم ببطلان سائر الأديان سوي الإسلام).

وقيل: من الكلم الجرح، والتفعيل للتكثير، ويؤيده أنه قُريء (تَكْلمهم) بفتح فسكون، وقريء: (تجرحهم).


(١) وهي المذكورة في قوله تعالي: {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} ... الآية في آخر النمل. وذكر رواياتها السيوطي في "الدر" (٥/ ١١٥) وبسطها.
وفي "حاشية ابن ماجه" (ص ٣١٤) عن ابن عمرو بن العاص أنها: الجساسة (ز).

<<  <   >  >>