للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصفر الأعرابي، ومنعهم الجواز إلَّا بالباج، فعادوا ولم يحجوا، ولا حج أيضًا أهل الشام ولا اليمن، إنما حَجَّ أهل مصر فقط.

وانقطع في زمن بني عثمان من طريق الشام سنين في زمن الشيخ علوان الحموي.

وفي سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة: انفرد المصريون بالحج، ولم يحج أحدٌ من بغداد وبلاد الشرق؛ لَعَبثِ الأعراب بالفساد، وكذا في سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة.

وفي سنة سبع وتسعين: انفرد المصريون بالحج، ولم يحج أهل العراق؛ لفساد الطريق بالأعراب.

وفي سنة سبع وأربع مئة: انفرد المصريون أيضًا، ولم يحج أحدٌ سواهم، وكذا في سنة ثمان وأربع مئة.

وفي سبع عشرة وأربع مئة: انفرد المصريون أيضًا بالحج، ولم يحج غيرهم.

وفي سنة ثمان عشرة وأربع مئة: لم يحج أحدٌ لا من المشرق ولا من مصر وغيرها، إلا طائفة من خراسان حجوا من البحر.

وفي سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة: تعطل الحج من الأقاليم بأسرها، ومن السنة التي بعدها إلى سنة أربعين وأربع مئة لم يحج أحدٌ غير أهل مصر. ذكر هذا كله السيوطي في "حسن المحاضرة".

وذكر الحافظ ابن حجر في "إنباء الغمر": أن في السنة الثالثة، والرابعة، والخامسة بعد الثمان مئة، لم يحج أحدٌ من طريق الشام، وذلك بعد أن طرق تيمور الشام، وعاث فيها.

أما رفع الحجر: ففي خلافة المقتدر، وذلك أن المقتدر سير الحجَّاج مع منصور الديلي إلى مكة سالمين، فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي، فقتل الحجيج في المسجد الحرام قتلًا ذريعًا، وطرح القتلى في بئر زمزم، وضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره، ثم اقتلعه، وأقام بها أحد عشر يومًا، ثم رحلوا وبقي الحجر الأسود عندهم أكثر من عشرين سنة، ودُفِعَ لهم فيه خمسون ألف دينار، فأبوا رَدّهُ حتى أُعيد في خلافة المطيع.

<<  <   >  >>