وقوله تعالى:{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} إشارة إلى عثمان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما، ونحوهما.
وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} إشارةٌ إلى عليّ كرّم الله وجهه، وأن ما فعله من انتصاره على أهل البغي مما يُثَابُ ويُمدح عليه.
وكذلك قوله تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} إشارة إلى عفوه وكرمه. ومن ثَمّ نادى يوم الجمل: أن لا يُتبع منهزمهم، ولا يُجهز على جريحهم، ولا تؤخذ أموالهم.
وقوله تعالى:{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} إشارةٌ إلى نُزولِ الحسن بن علي رضي الله عنهما عن الخلافة، وعفوه عن إساءة معاوية - رضي الله عنه - وأهل الشام، وإصلاحه بين المسلمين، وحقنه دماءهم.
وقوله تعالى:{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}: إشارةٌ إلى من ظلَم المذكورين وقتلَهم، أو بغى عليهم؛ كقاتِل عمر وقتلَة عثمان وقاتِل علي رضي الله عنهم، والخارجين عليه؛ كالحرورية.
وقوله تعالى:{وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} إشارةٌ إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما وقيامه على يزيد، وقتاله على حقه إلى أن قتل هو وأهل بيته.
وقوله تعالى:{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} إشارةٌ إلى يزيد ومن بعده من بني أمية وغيرهم، والله أعلم برموز كتابه، وأسرار خطابه.
تنبيه
ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"الآيات بعد المئتين"، وهذا يحتمل بعد المئتين من الهجرة، ويحتمل بعد المئتين بعد الألف.
ويُؤيد الأول: أن جميع أو أكثر الآيات المذكورة؛ من الزلازل، والرياح، والرجفات، ومطر الدم، والحجارة، وفتن الاعتزال، والقرامطة، والزنج، وصياح الطير، والصيحة من السماء، والغرق، والنار، وغير ذلك مما مر مُفصلًا إنما وقعت