للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حجر العسقلاني في شرح البخاري المسمى: "فتح الباري"، فلنذكر مقاصده؛ ففيه الكفاية إن شاء الله تعالى.

قال رحمه الله تعالى: مما يدل على أن ابن الصياد هو الدجال حديث جابر - رضي الله عنه - الذي في البخاري أنه كان يحلف أنَّ ابن الصياد هو الدجال، ويقول: سمعت عمر - رضي الله عنه - يَحْلفُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ينكر عليه.

وحديث ابن عمر رضي الله عنهما عند مسلم، وعند عبد الرزاق بسندٍ صحيح، قال: لقيت ابن الصياد مرتين. فذكر المرة الأولى، ثم قال: ثم لقيته أخرى، فإذا عينه قد طفئت.

وفي لفظ: قد نفرت عينه، وهي خارجة مثل عين الجمل، فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري. قلت: لا تدري وهي في رأسك. قال: إن شاء الله تعالى جعلها في عصاك هذه. فمسحها، ونخر ثلاثًا كأشد نخير حمار سمعت، فزعم أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت، وأنا والله ما شعرت.

وفي لفظ: وكان معه يهودي، فزعم اليهودي أني ضربت بيدي صدره، وقلت: اخسأ، فلن تعدو قدرك. فذكرت ذلك لحفصة قالت: ما تريد إليه؟ ألم تسمع أن الدجال يخرج عند غضبة يغضبها.

وفي لفظ: إنما يبعثه على الناس غضب يغضبه.

ووقع لابن الصياد مع أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قصة تتعلق بأمر الدجال، فأخرج مسلم من طُرقٍ عنه قال: صحبني ابن الصياد فقال لي: ألا ترى ما لقيت من الناس؟

وفي لفظ: لقد هممت أن آخذ حبلًا فأعلقه بشجرة، ثم أختنق به مما يقول لي الناس، يا أبا سعيد؛ يزعمون أني الدجال، ألست سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنه يهودي، وقد أسلمت؟ ! يقول: لا يدخل مكة ولا المدينة وقد ولدت بالمدينة وها أنا أُريد مكة؟ ! ويقول: إنه لا يُولد له وقد وُلد لي؟ !

زاد في رواية: حتى كدت أعذره.

<<  <   >  >>