للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَنبيه

هذه إحدى معجزاته - صلى الله عليه وسلم -، وإخبارٌ منه بأن مسجده يُرفع ويُبيض بالجص؛ لأنه في زمنه كان مبنيًا بالجريد والسعف، وقد وقع ما أخبر به، فإن مسجده الشريف يُرى أبيض من مسافة بعيدة، ومنائره تلمع بياضًا، ولعل خروجه قريب، ويرى هذا البناء. والله أعلم.

"ثم يأتي إلى المدينة، فيجد بكل نَقبٍ من أنقابها مَلكًا مصلتًا، فيأتي سبخة الجُرف".

وفي لفظ: "بهذه السبخة ينزل بمر قناة، فيضرب رواقه، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، فتخلص المدينة وذلك يوم الخلاص" رواه أحمد، والحاكم، عن محجن بن الأدرع.

فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله؛ فأين العرب يومئذ؟ قال: "هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم المهدي رجلٌ صالح، فيتوجه إلى الشام، فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم فيحصرهم، ويشتد حصارهم، ويجهدهم جهدًا شديدًا".

وفي رواية: "فَيَشُك الناس فيه -أي: حين لم يقدر على قتل ذلك الرجل ثانيًا- ويبادر إلى بيت المقدس، فإذا صعد عقبة أَفِيق وقع ظله على المسلمين، فيوترون قسيهم لقتاله، فأقواهم من برك أو جلس من الجوع والضعف، وذلك لأن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شِداد، يصيب الناس فيها جُوعٌ شَديدٌ كما مر في فتنته، وإن قوت المؤمن التهليل والتسبيح والتحميد.

حتى إذا طال عليهم الحصار قال رجلٌ: إلى متى هذا الجهد والحصار؟ ! اخرجوا إلى هذا العدو حتى يحكم الله بيننا: إما الشهادة، وإما الفتح، هل أنتم إلا بين إحدى الحسنيين؟ بين أن تستشهدوا، أو يُظْهِركُم الله عليهم، فيتبايعون على القتال بيعة يعلم الله أنها الصدق من أنفسهم.

<<  <   >  >>