قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" بعد نقل ذلك: وقال معمر في "جامعه" بعد ذكر الحديث -يعني: أنَّ الذي يقتله الدجال-: هو الخَضِر.
قال الحافظ: وقد يتمسك لمن قاله بما أخرجه ابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - في ذكر الدجال رفعه:"لعله أن يدركه بعض من رآني، أو سمع كلامي. . ." الحديث. اهـ
فدل هذا الحديث الصحيح على أن بعض الصحابة يُدرك الدجال، ودلت رواية الدارقطني على أن هذا المبهم هو الخَضِر.
قال: فصح بالمجموع أن الخَضِر صحابي، وأنه مُؤخرٌ؛ لتكذيب الدجال، فيصح التمسك بما ذكر في أن الذي يقتله الدجال هو الخَضِر.
ثالثها: في بعض الروايات: أن الذي يقتله الدجال يقول: يا أيها الناس؛ هذا الذي حدثنا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. مكان قوله:(ذكر رسول الله)، والأصل في الكلام الحقيقة، فيكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثه بلا واسطة، ولا شك أن الحمل على التحديث بوسائط مجازٌ.
وأما الكشف: فقد ذكر ذلك محققو الصوفية كالشيخ علاء الدولة السمناني وغيره، وقيل: هو أحد أصحاب الكهف؛ لما مر أنهم يكونون من أصحاب المهدي، وهذا القول الثاني ضَعيفٌ؛ قاله في "الفتوحات".
"وترجف المدينة يومئذ ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي المدينة يومئذ خبثها؛ كما ينفي الكير خبث الحديد، ويُدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، ويكون آخر من يخرج إليه النساء، حتى إن الرجل ليرجع إلى أمه وبنته وأخته وعمته، فيوثقهن رباطًا مخافة أن تخرج إليه".
وفي رواية:"يوم الخلاص، وما يوم الخلاص؟ قال ثلاث مرات: يجيء الدجال فيصعد أُحُدًا فيطلع، فينظر إلى المدينة ويقول لأصحابه: ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد".