للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها: فتح القسطنطينية ورومية (١):

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق. . ." الحديث. رواه مسلم، والحاكم. وقال الحاكم: يقال هذه المدينة هي القسطنطينية.

قال القاضي عياض: كذا هو في أصول مسلم (بني إسحاق)، والمعروف المحفوظ (بني إسماعيل)، وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه؛ لأنه إنما أراد العرب.

وقال الحافظ ابن حجر: قيل: صوابه (بني إسماعيل)؛ كما دلت عليه أحاديث أخر.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سِتٌّ فيكم أيتها الأمة. . .". وقال في السادسة: "وفتح مدينة". قلت: يا رسول الله؛ أي مدينة؟ قال: "قسطنطينية".

وعن كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تذهب الدنيا حتى تقاتلوا بني الأصفر، يخرج إليهم دوقة


(١) وقد فتحت أولًا في زمن معاوية - رضي الله عنه - في سنة خمسين أو سنة واحد وخمسين؛ كما في "الخميس" (٢/ ٢٩٤)، وتوفي فيها أبو أيوب - رضي الله عنه -، وهي مصداق آخرى غزوتي في حديث أم حرام بنت ملحان: "كالملوك على الأسرة" وفي "الفتوحات الإسلامية" (٢: ٧١) للسيد أحمد ابن السيد زيني دحلان مفتي الشافعية بمكة: أنهم افتتحوا في زمن معاوية - رضي الله عنه - طرفًا منها، ثم استرجع الروم الطرف الذي افتتح في ذلك الزمن. فالفتح التام حصل في زمن السلطان محمد من آل عثمان نهار الأربعاء لعشرين من جمادى الآخر سنة سبع وخمسين وثمان مئة، وكانت أيام محاصرتها إحدى وخمسين يومًا فغنم المسلمون من الأموال والدواب ما لم يسمع بمثله ... إلخ
قلت: وحكى صاحب "المجمع" عن القرطبي فتحها في زمن عثمان - رضي الله عنه -، وليس بوجيه؛ فإنهم قاطبة صرحوا بأنها فتحت قريبًا من سنة خمسين هجري، ولعل القرطبي تجوز باعتبار أن مبدأ غزوة الروم في البحر كان في زمن عثمان - رضي الله عنه -، وهي مصداق أولى غزوتي في حديث أم حرام (ز).

<<  <   >  >>