للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وظهر في خلافة المطيع: قوم من التناسخية، فيهم شابٌّ يَزعُمُ أن روح علي - رضي الله عنه - انتقلت إليه، وامرأته تزعم أن روح فاطمة رضي الله عنها انتقلت إليها، وآخر يدعي أنه جبريل عليه السلام، فضربوا، فتعزوا بالانتماء إلى أهل البيت، فأمر معز الدولة بإطلاقهم.

وفي خلافة المستظهر في سنة تسع وتسعين وأربع مئة: ظهر رَجلٌ بنواحي نهاوند، وادعى النبوة وتبعه خلق، فَأُخِذَ وقُتِل.

وخرج جماعة آخرون بالمغرب وغيرها، في الرجال والنساء.

فمنهم: رَجلٌ تسمى بـ (لا)، وحَرَّفَ الحديث المشهور: "لا نبي بعدي"، فجعله إخبارًا منه - صلى الله عليه وسلم - بأن (لا)؛ أي: صاحب هذا الاسم نبي بعدي، ويقول: إنّ "لا" في الحديث مبتدأ، ونبي خبره.

ومنهم: الفزاري الساحر الذي بمالقة، وأُخرج بسببه أبو جعفر بن الزبير إلى غرناطة، ثم اتفق قدوم الفزاري رسولًا من أميرها إلى غرناطة، فسعى أبو جعفر المذكور في قتله، فقتلوه.

ومنهم امرأة ادعت النبوة، فذكروا لها الحديث، فقالت: إنما قال: "لا نبي"، ولم يقل: لا نبية ... إلى غير ذلك.

والحاصل أن عددهم سبعة وعشرين قد تم أو كاد يتم، وأما مُطلق الكذابين فلا حصر لهم.

ومن هذا القسم من يدعي أنه مهدي، وهؤلاء أيضًا كثيرون.

وبعد تأليف الكتاب بأشهر خرج أيضًا بنواحي عقراء، خرج رجل اسمه عبد الله وكان سمّى ابنًا له محمّدًا ولقبه مهديًّا، فادعى أنَّ ابنه المهدي المنتظر، فاتبعه أجلاف الأكراد وعوامَّهم، فاستولى على بعض القلاع، ثم ركب عليه عامل الموصل، فقتل منهم جماعة، وهربَ ابنهُ إلى بعض النواحي، وحُبسَ هو، فادعى أنَّ ابنه قد غاب، وأنه الغيبة الأولى، فأثبت للمهديّ غيبتان كما في بعَض الروايات، ثم إنهم أخذوا ابنه أيضًا وأرسلوا بهما إلى استانبول.

<<  <   >  >>