للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وهذا والذي قبله لو صح لم يكن فيه دليلٌ على أن المهدي هو الذي تولى من بني العباس.

أقول: قد مر أن رايات المهدي أيضًا تأتي من خراسان وأنها سود، وأنها غير رايات بني العباس، والله أعلم.

ثالثها: أنه رجل من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من ولد الحسن؛ أي: أو ولد الحسين بن علي، يخرج في آخر الزمان وقد ملئت الأرض جورًا، فيملؤها قِسطًا وَعدلًا، وأكئر الأحاديث على هذا.

وأما الرافضة والإمامية فلهم قول رابع:

وهو: أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر، من ولد الحسين بن علي، لا من ولد الحسن بن علي، الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار، دخل سرداب سامراء طِفلًا صغيرًا من أكثر من خمس مئة سنة، فلم تره بعد ذلك عين، ولم يُحس عنه بخبر، وهم ينتظرونه كل يوم ويقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون به: أن اخرج يا مولانا، اخرج يا مولانا. ثم يرجعون بالخيبة والحرمان، فهذا دأبهم.

ولقد أحسن من قال:

مَا آنَ لِلسِّرْدَابِ أَنْ يَلِدَ الَّذِي ... كَلَّمْتُمُوهُ لِجَهْلِكُمْ مَا آنَا

فَعَلَى عُقُولكُمُ الْعَفَاءُ فَإِنَّكُمْ ... ثَلَّثْتُمُوا الْعَنْقَاءَ وَالْغِيلَانَا

ولقد أصبح هؤلاء عارًا على بني آدم، وَضُحكةً يَسخر منها كل عاقل.

أقول: وقد ادعى قومٌ من السلف في محمد بن عبد الله المحض النفس الزكية أنه المهدي، وقد مرت الإشارة [إليه]، والله أعلم.

قال: وأما مهدي المغاربة؛ محمد بن تومرت فإنه رجلٌ كَذابٌ ظَالمٌ متغلبٌ بالباطل، ملك بالظلم، فقتل النفوس، وأباح حريم المسلمين، وسبى ذراريهم، وأخذ أموالهم، وكان شرًّا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير، وكان يُودع بطن الأرض في القبور جماعة من أصحابه أحياء، ويأمرهم أن يقولوا للناس: إنه المهدي

<<  <   >  >>