للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يرثه ويقفو أثره لا يخطئ إلَّا المهدي خاصة؛ فقد شهد بعصمته في أحكامه؛ كما شهد الدليل العقلي بعصمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يبلغه عن ربه من الحكم المشروع له في عباده.

قال رحمه الله تعالى: وينزل عيسى عليه السلام في زمانه بالمنارة البيضاء شرقي مسجد دمشق، والناس في صلاة العصر، فيتنحى له الإمام، فيتقدم فَيُصلي بالناس، يؤم الناس بسنّة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

تَنبيْه

لا ينافي هذا ما في الأحاديث الصحيحة أن عيسى عليه السلام يقتدي بالمهدي في صلاة الصبح ويقول: إنها لك أُقيمت. لما يأتي في قصة الدجال في الجمع بين اختلاف الروايات أن المهدي حين نزول عيسى عليه السلام بدمشق يكون ببيت المقدس، فيكون الذي يتنحى له أمير المهدي على دمشق، ويوضحه أن هذا في صلاة العصر، وأنه يجتمع إليه اليهود والنصارى والمسلمون، كل يرجوه كما يأتي هناك وإن تقدم المهدي واقتدى عيسى عليه السلام به في صلاة الصبح وليس هناك إلَّا خالص المسلمين. وبالله التوفيق.

تَنبيه آخَر

ما أشرنا إليه سابقًا من أن السبع أو التسع من خلافة المهدي المذكور في الأحاديث يحتمل أن يكون في زمن عيسى عليه السلام لا ينافيه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لن تهلك أمةٌ أنا في أولها، والمهدي في أوسطها، وعيسى في آخرها"؛ لأن المهدي يسبق نزول عيسى عليه السلام بأكثر من ثلاثين سنة، وعيسى عليه السلام يتأخر عنه بضعًا وثلاثين؛ لما ورد في المهدي أنه يمكث أربعين، وفي عيسى عليه السلام أنه يمكث خمسًا وأربعين، فمدة اجتماعهما سبع أو تسع، والباقي مدة الافتراق.

تَنبيه آخَر

قد علمت أن أحاديث وجود المهدي وخروجه آخر الزمان، وأنه من عترة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ولد فاطمة عليها السلام بلغت حد التواتر المعنوي،

<<  <   >  >>