فلا معنى لإنكارها، ومن ثم ورد:"من كَذّب بالدجال فقد كفر، ومن كَذَّب بالمهدي فقد كفر". رواه أبو بكر الإسكاف في "فوائد الأخبار"، وأبو القاسم السهيلي في شرح "السير" له.
فما ورد في بعض الأحاديث: أنه "لا مهدي إلَّا عيسى ابن مريم" مع كونه ضعيفًا عند الحفاظ يجب تأويله بأنه: لا قول للمهدي إلَّا بمشورة عيسى عليه السلام إن قلنا أنه وزيره، أو لا مهدي معصومًا مطلقًا إلَّا عيسى عليه السلام.
فإن المهدي معصوم في الأحكام فقط، أو لا مهدي بعد عيسى عليه السلام؛ فإن بعده يكون أمراء مخلطون.
ولا يغتر بما قد يُفهم من كلام العلامة التفتازاني في "شرح العقائد" من نفيه بناءً على الحديث المذكور؛ لما مر أنه حديثٌ ضعيف خالف أحاديث صحيحة، والله أعلم.
قال الحافظ ابن القيم في "المنار": حديث "لا مهدي إلَّا عيسى ابن مريم". رواه ابن ماجه من طريق محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو مما تفرد به عن محمد بن خالد.
قال محمد بن الحسن الإسنوي في كتاب "مناقب الشافعي": محمد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل، وقد تواترت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذكر المهدي، وأنه من أهل بيته.
وقال البيهقي: تفرد به محمد بن خالد هذا، وقد قال الحاكم أبو عبد الله: هو مجهول، وقد اختلف عليه في إسناده. فَرُويَ عنه، عن أبان بن أبي عياش، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال: فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد وهو مجهول، عن أبان بن أبي عياش، وهو متروك، عن الحسن، وهو منقطع.
والأحاديث الدالة على خروج المهدي أصح إسنادًا؛ كحديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: "لو لم يبق على الدنيا إلَّا يوم لَطَوّل الله ذلك اليوم حتى يُبعث رجل مني، أو من