أما حليته: فإنه رجلٌ شاب، وفي رواية: شيخ، -وسندهما صحيح- جسيم، أحمر. وفي رواية: أبيض أمهق. وفي حديث عبد الله بن مغفل عند الطبراني:"أنه آدم".
قال في "فتح الباري": يمكن أن تكون أدمته صافية، وقد يوصف ذلك بالحمرة؛ لأن كثيرًا من الأُدْمِ قد تحمر وجنته، جعد الرأس، قطط، أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية. وفي رواية:"أعور العين اليسرى"(١). ووقع في حديث سمرة عند الطبراني، وصححه ابن حبان، والحاكم:"ممسوح العين اليسرى". وجاء في رواية:"أنه أعور العين مطموسها، وليست جحراء"، وهذا معنى (طافئة)؛ مهموزة.
قال في "فتح الباري" نقلًا عن القاضي عياض: الذي رويناه عن الأكثر وصححه الجمهور، وجزم به الأخفش:(طافية)؛ بغير همزة.
قال: وضبطه بعض الشيوخ بالهمزة، ومعناه: أنها ناتئةٌ نُتوء العنبة، وأنكره بعضهم ولا وجه لإنكاره.
ثم جمع القاضي عياض بين الروايات بأن عينه اليمنى طافية بغير همز وممسوحة؛ أي: ذهب ضوءها، وهو معنى حديث أبي داود:"مطموس العين ليست بناتئة ولا جحراء"؛ أي: ليست عالية ولا عميقة؛ كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في "الصحيحين": "واليسرى طافئة" بالهمز؛ كما في الرواية الأخرى عنه.
وهي: الجاحظة التي كأنها كوكب، وكأنها نخاعة في حائط؛ أي: وهي الخضراء، كما جاء كل ذلك في الأحاديث.
(١) اختلفت الروايات في عيني الدجال، كما بسطها الحافظ (٦/ ٣٤٣) (١٣/ ٧٨)، والعيني (ج ١، ج ٢)، والنووي (١/ ٩٦). (ز).