للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقام الثاني في حليته، وسيرته، وفتنته

أما حليته: فإنه رجلٌ شاب، وفي رواية: شيخ، -وسندهما صحيح- جسيم، أحمر. وفي رواية: أبيض أمهق. وفي حديث عبد الله بن مغفل عند الطبراني: "أنه آدم".

قال في "فتح الباري": يمكن أن تكون أدمته صافية، وقد يوصف ذلك بالحمرة؛ لأن كثيرًا من الأُدْمِ قد تحمر وجنته، جعد الرأس، قطط، أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية. وفي رواية: "أعور العين اليسرى" (١). ووقع في حديث سمرة عند الطبراني، وصححه ابن حبان، والحاكم: "ممسوح العين اليسرى". وجاء في رواية: "أنه أعور العين مطموسها، وليست جحراء"، وهذا معنى (طافئة)؛ مهموزة.

قال في "فتح الباري" نقلًا عن القاضي عياض: الذي رويناه عن الأكثر وصححه الجمهور، وجزم به الأخفش: (طافية)؛ بغير همزة.

قال: وضبطه بعض الشيوخ بالهمزة، ومعناه: أنها ناتئةٌ نُتوء العنبة، وأنكره بعضهم ولا وجه لإنكاره.

ثم جمع القاضي عياض بين الروايات بأن عينه اليمنى طافية بغير همز وممسوحة؛ أي: ذهب ضوءها، وهو معنى حديث أبي داود: "مطموس العين ليست بناتئة ولا جحراء"؛ أي: ليست عالية ولا عميقة؛ كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في "الصحيحين": "واليسرى طافئة" بالهمز؛ كما في الرواية الأخرى عنه.

وهي: الجاحظة التي كأنها كوكب، وكأنها نخاعة في حائط؛ أي: وهي الخضراء، كما جاء كل ذلك في الأحاديث.


(١) اختلفت الروايات في عيني الدجال، كما بسطها الحافظ (٦/ ٣٤٣) (١٣/ ٧٨)، والعيني (ج ١، ج ٢)، والنووي (١/ ٩٦). (ز).

<<  <   >  >>