بالمدينة كذلك حتى ينزل عند الظريب الأحمر، عند منقطع السبخة".
وفي حديث عائشة رضي الله عنها عند ابن حبان في "صحيحه" في كتاب التوحيد: "فيسير حتى ينزل بناحية المدينة، وهي يومئذ لها سبعة أبواب، على كل باب ملكان، فيخرج الله شرار أهلها" اهـ
فيتوجه قِبَلهُ رجل من المؤمنين ويقول لأصحابه: والله لأنطلقن إلى هذا الرجل فلأنظرن: أهو الذي أنذرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا؟ فيقول له أصحابه: والله لا ندعك تأتيه، ولو أنَّا نعلمُ أنه يقتلك إذا أتيته خلينا سبيلك، ولكنا نخاف أن يفتنك. فيأبى عليهم الرجل المؤمن إلَّا أن يأتيه، فينطلق يمشي حتى يأتي مسالح الدجال -أي: خفراءه وطلائعه- فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الرجل الذي خرج. فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء. فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدًا دونه؟ ! فيرسلون إلى الدجال: إنَّا قد أخذنا من يقول: كذا وكذا، أفنقتله أو نرسله؟ قال: أرسلوه إليَّ. فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن عرفه بنعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فيقول: يا أيها الناس؛ هذا الدجال الذي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فيأمر به الدجال فيشبح، ثم يقول: لتطيعني فيما أمرتك، وإلَّا شققتك شقتين. فينادي المؤمن: أيها الناس؛ هذا المسيح الكذاب، من عصاهُ فهو في الجنة، ومن أطاعه فهو في النار. فيؤمر به فيوسع ظهره وبطنه ضربًا، فيقول له الدجال: والذي أحلف به؛ لتطيعني، أو لأشقنك شقتين. فيقول: أنت المسيح الكذاب. فيؤمر به فيؤشر بالميشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه.
وفي رواية: "فمد برجله فوضع حديدته على عجب ذنبه، فشقه شقين ويبعد بينهما قدر رمية الغرض، ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ويقول لأوليائه: أرأيتم إن أحييته ألستم تعلمون أني ربكم؟ قالوا: بلى. فيضرب أحد شقيه، أو الصعيد عنده ويقول له: قم. فيستوي قائما، فلما رآه أولياؤه صدقوه، وأيقنوا أنه ربهم وأجابوه واتبعوه، وقال للمؤمن: ألا تؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلَّا بصيرة".
وفي رواية: "يقول: لأنا الآن أشد فيك بصيرة مني قبل، ثم نادى في الناس: