وفي سنة أربع مئة وستين: وقع بالرَّملة زلزلة هائلة، خَرّبتها حتى طلع الماء من رؤوس الآبار، وهلك من أهلها خمسة وعشرون ألفًا، وبَعُد البحر عن ساحله مسيرة يوم، فنزل الناس إلى أرضه يلتقطون؛ فرجع الماء عليهم فأهلكهم.
وفي سنة أربع وأربعين وخمس مئة: وقعت زلزلة عظيمة، وماجت بغداد نحو عشر مرات، وتقطع بِحُلْوان منها جبل.
وفي سنة سبع وتسعين وخمس مئة: جاءت زلزلة كبرى بمصر، والشام، والجزيرة، فأخربت أماكن كثيرة، وقلاعًا متعددة.
وفي سنة اثنتين وخمس مئة: وقعت زلازل عظيمة بالشام، وحلب، وشيراز، وأنطاكية، وطرابلس، وهلك خَلْقٌ كثير حتى إنَّ مُعلمًا بحماة قام من المكتب، ثم عاد فوجد المكتب قد وقع على الصبيان فماتوا كلهم، ولم يأت أحدٌ يسأل عن ولده؛ لأنَّ أهلهم ماتوا أيضًا، وهلك كل من في شيراز إلَّا امرأة وخادمًا واحدًا، وانشق تَلٌّ في حران فظهر فيه بيوتٌ، وعمائر، ونواويس، وانشق في اللاذقية موضعٌ فظهر فيه صنم قائمٌ في الماء.
وخربت صيدا، وبيروت، وطرابلس، وعكار، وصور، وجميع بلاد الفرنج، وانفرق البحر إلى قبرص وقذف بالمراكب إلى ساحله، وتعدى إلى ناحية الشرق، ومات خَلقٌ كثير.
قال صاحب "المرآة" مات في هذه السنة نحو ألف ألف ومئة ألف إنسان. كذا في "السُّكْردان".
وفي سنة اثنتين وستين وست مئة: زُلزلت مصر زلزلة عظيمة، وقد مرت الزلزلة الواقعة بالمدينة قبل خروج النار بها.
ووقعت في سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة بحيرة زلزلةٌ عظيمة عشرة فراسخ في مثلها، فأهلكت خلائق كثيرة.
وفي سنة اثنتين وعشرين وتسع مئة: وقع بأزرنكان زلزلةٌ عظيمة، وهلك بسببها عالمٌ كثير، والله يفعل ما يشاء.