للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال سلمان: بأبي أنت وأمي؛ وإنَّ هذا لكائن؟ !

قال: "إي والذي نفسي بيده، للمؤمن يومئذ أذل من الأَمَة، فعندها يكون المُنكر معروفًا والمعروف مُنكرًا، ويُؤتمَن الخائن ويُخوَّن الأمين، ويُصدق الكذاب ويُكذب الصادق".

قال سلمان: بأبي أنت وأمي؛ وإنَّ هذا لكائن؟ !

قال: "إي والذي نفسي بيده، عندها يكون أمراء جورة، ووزراء فسقة، وأُمَناءُ خونة، وإمارة النساء، ومشاورة الإماء، وصعود الصبيان المنابر".

قال سلمان: بأبي أنت وأمي؛ إنَّ هذا لكائن؟ !

قال: "إي والذي نفسي بيده يا سلمان، عندها يليهم أقوامٌ إن تكلموا قتلوهم، وإن سكتوا استباحوهم، ويستأثرون بفيئهم، وليطؤون حريمهم، ويجار في حكمهم، ويليهم أقوام جُثَاهم جُثَا الناس -قال القاضي أبو الفرج: هو هكذا في الكتاب، والصواب: "جثثهم جثة الناس"- وقلوبهم قلوب الشياطين، لا يوقرون كبيرًا، ولا يرحمون صغيرًا".

قال سلمان: بأبي أنت وأمي؛ إنَّ هذا لكائن؟ !

قال: "إي والذي نفسي بيده يا سلمان، عندها تُزخرف المساجد كما تُزخرف الكنائس والبِّيع، وتحلى المصاحف، ويطيلون المنابر، ويكثر العقوق، قلوبهم متباغضة، وأهواؤهم جمة، وألسنتهم مختلفة".

قال سلمان: بأبي أنت وأمي؛ إنَّ هذا لكائن؟ !

قال: "إي والذي نفسي بيده، عندها يأتي سبيٌ من المشرق والمغرب يلون أمتي، فويل للضعفاء، وويل لهم من الله تعالى".

قال سلمان: بأبي أنت وأمي؛ إِنَّ هذا لكائن؟ !

قال: "إي والذي نفسي بيده، عندها يكون الكذب ظَرفًا، والزكاة مغرمًا، وتظهر الرُّشَا، ويكثر الربا، ويتعاملون بالعِينَةِ، ويتخذون المساجد طُرقًا".

<<  <   >  >>