"إني والله ما جمعتكم لرغبةٍ ولا لرهبة، ولكن جمعتكم؛ لأنَّ تميمًا الداري كان رجلًا نصرانيًا، فجاء وأسلم وحدثني حديثًا وافق الذي كُنت أحدِّثكم به عن المسيح الدجال، حدثني أنه ركب سفينة بحرية مع ثلاثين رجلًا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرًا في البحر، فأرفؤوا -أي: بالهمز: لجؤوا- إلى جزيرة حين مغرب الشمس، فجلسوا في أَقرُب السفينة -أي: بضم الراء جمع قارب، بفتح الراء وكسرها؛ وهو سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة يكون فيها ركاب السفينة لقضاء الحوائج-، فدخلوا الجزيرة فلقيهم دابة أَهلَبُ -أي: غليظ الشعر كثيره-"، وفي رواية أبي داود:"فإذا أنا بامرأة تجر شعرها، قالوا: ويلك، ما أنت؟ قالت: أنا الجُسَّاسة". أي: بضم الجيم وتشديد السين الأولى، سميت بذلك لتجسسها الأخبار.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن هذه هي دابة الأرض التي تخرج في آخر الزمان فتكلمهم.
"فقالت: انطلقوا إلى هذا الرجل في الدّير؛ فإنه إلى خبركم بالأشواق.
قال: لما سمت لنا رجلًا فرقنا منها -أي: خفنا أن تكون شيطانة-.
قال: فانطلقنا سِراعًا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأينا قط خَلقًا، وأشده وِثاقًا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك، من أنت؟
قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟
قالوا: نحن أُناسٌ من العرب ركبنا في سفينة بحرية، وأخبروه الخبر فقال: أخبروني عن نَخل بَيسان -أي: بفتح الموحدة، ولا يقال بالكسر: قرية بالشام- هل تُثمر؟