للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأن بعد طلوع الشمس من مغربها يمكث الناس مئة وعشرين سنة.

وفي رواية: أن الشرار بعد الخيار عشرون ومئة سنة.

ومر أيضًا: أن المؤمنين يتمتعون بعد طلوعها أربعين سنة، ثم يُسرع فيهم الموت.

فهذه ثلاث مئة وعشرون سنة، وقد مضي بعد الألف قريبٌ من ثمانين، فهذه أربع مئة، وإلي تمام هذه المئة تبلغ أربع مئة وثلاثين، وقد مر عن السيوطي أنه لا تبلغ خمس مئة، بل أخذ بعضهم من قوله تعالي: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً}، وقوله: {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} أن الساعة تقوم سنة سبع بعد أربع مئة، فإن عدد حروف {بَغْتَةً}: ألف وأربع مئة وسبع والعلم عند الله تعالي.

فيحتمل خروج المهدي علي رأس هذه المئة احتمالًا قويًا بل قبل المئة، إذ الدجال يخرج في خلافته، وهو كما مر يخرج علي رأس المئة.

ويحتمل أن يتأخر للمئة الثانية، ولا يفوتها قطعًا (١)، وإذا تأخر فلابد أن يبعث الله علي رأس هذه المئة من يحيي للأمة أمر دينها؛ كما ورد في حديث مشهور.

قال الحافظ السيوطي في منظومته:

وَالشَّرْطُ فِي ذَلِكَ أَنْ تَمْضِي الْمِئَهْ ... وَهْوَ عَلَي حَيَاتِهِ بَيْنَ الْفِئَهْ

يُشَارُ بِالْعِلْمِ إِلَي مَقَامِهِ ... وَيَنْصُرُ السُّنَّةَ فِي كَلامِهِ

وَأَنْ يَكُونَ فِي حَدِيْثِ قدْ رُوِي ... مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمُصْطَفَي وَهْوَ قَوِي


(١) وهكذا قال في الصفحة (١٣٩) بظهور المهدي في المئة الثانية بعد الألف قطعًا، وهذا مُشْكلٌ؛ فإنه قد مرت المئة الثانية، والثالثة، والرابعة، وها نحن قد دخلنا في الخامسة، اللهم؛ إلَّا أن يُقال: لما تظاهرت العلامات علي خروج المهدي فأحدث ذلك يقينا قطعيًا في رأي المؤلف، فقال ذلك الكلام، والحال أن دلالة العلامة علي المعلم لها ظنية دائمًا، فخروج المهدي وظهوره ثابتٌ بالأحاديث الصحيحة المتواترة، وأما وقت ظهوره فلا يعلمه قطعًا إلَّا الله تعالي، وقد أشار المُصَنِّف إلى ذلك بقوله (ص ٣٤٥): "وهذه كلها مظنونات"، وقد وقع مثل هذا لكثير من الأئمة مثل الحافظ السيوطي كما تقدم النقل عنه، والإمام محمد عمر بحرق تلميذ الحافظ السخاوي في "حدائق الأنوار"، وغيرهم من الأئمة حسبما ظهر لهم من فهمٍ للنصوص.

<<  <   >  >>