قال أبو عبد الرحمن: يأتي الاختلاف على يحيى بن عباد ففي رواية الأشعث بن سوار عنه كرواية شعبة وهي المحفوظة والله أعلم.
وعلى توجيه الحافظ ابن حجر عدد الركعات ثلاث عشرة ركعة فيأتي إشكال آخر وهو إن حملناه على حديث شعبة عن الحكم عن سعيد بن جبير أنَّه صلى أربعًا قبل النوم فتكون صلاة التهجد تسعًا والمحفوظ أنَّها إحدى عشرة ركعة وإن قلنا ثلاث عشرة ركعة براتبة الفجر فظاهر الحديث خلاف ذلك وعلى كلٍ لا بد من تأويل الحديث ليوافق بقية الروايات.
الثاني: في هذه الرواية الوتر كان خمسًا وتعارض ما تقدم من الوتر بثلاث ويأتي (ص: ٢٣٦) الكلام على هذه المسألة إن شاء الله.
٢): محمد بن قيس: «قام فتوضأ، ثم صلى سبعًا - أو خمسًا - أوتر بهن، لم يسلم إلا في آخرهن».
رواه أبو داود (١٣٥٦) ورواته ثقات.
في هذه الرواية الشك في عدد ركعات الوتر والمحفوظ من رواية سعيد بن جبير الوتر بخمس.
٢: يحيى بن عباد رواه عنه:
١): عبد المجيد بن سهيل: «فقام فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثماني ركعات، ثم أوتر بخمس ولم يجلس بينهن» رواه أبو داود (١٣٥٧) والنسائي في الكبرى (٤٠٦) والطبراني في الكبير (١٢/ ٣١) ومحمد بن نصر - مختصر قيام الليل - ص:(٣١٣) ورواته ثقات.
٢): أشعث بن سوَّار: «ثم قام فصلى خمس ركعات وقمت فتوضأت وقمت عن يساره فأخذ بيدي من خلفه فأقامني عن يمينه قال: ففهمت من دعائه … » رواه البزار (٤٩٩٥) وإسناده ضعيف.
وهذه الرواية وإن كانت أضعف سندًا من رواية عبد المجيد بن سهيل عن يحيى بن عباد إلا أنَّها توافق رواية شعبة في الوتر بخمس فهي أرجح والله أعلم لا سيما أنَّ رواية عبد المجيد بن سهيل من طريق عبد العزيز الداروردي وهو إذا