للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورواية عند الحنابلة (١).

الدليل الأول: ما يروى «كان رسول الله لا يكل طهوره إلى أحد، ولا صدقته التي يتصدق بها، يكون هو الذي يتولاها بنفسه» (٢).


(١) انظر: المغني (١/ ١٣١) والإنصاف (١/ ١٦٥) وكشاف القناع (١/ ١٠٧) وحاشية ابن قاسم (١/ ٢١٠).
(٢) الحديث جاء عن:
١: عائشة . ٢: ابن عباس . ٣: زياد بن أبي زياد. ٤: العباس بن عبد الرحمن.
١: حديث عائشة : رواه أحمد بن منيع - المطالب العالية (٩٦) - ومحمد بن سعد في الطبقات الكبرى (١/ ٢٧٨) قالا: حدثنا أبو العلاء، الحسن بن سوار أخبرنا ليث بن سعد وحميد في الأموال (٢١٢٠) ثنا عبد الله بن صالح، والطبراني في مسند الشاميين (١٩٩٦) حدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح قالوا: حدثنا معاوية بن صالح، أنَّ أبا حمزة، حدثه، أنَّ عائشة قالت: قالت: «ما رأيت رسول الله يكل صدقته إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يضعها في يد السائل، ولا رأيت رسول الله وكل وضوءه إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يهييء وضوءه لنفسه، حتى يقوم إليه من الليل» مرسل رواته ثقات لكنَّه شاذ.
معاوية بن صالح وثقه ابن مهدي وأحمد والنسائي والعجلي وأبو زرعة وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه وقال يعقوب بن شيبة قد حمل الناس عنه ومنهم من يرى أنَّه وسط ليس بالثبت ولا بالضعيف ومنهم من يضعفه وقال ابن عدي له حديث صالح وما أرى بحديثه بأسًا وهو عندي صدوق إلا أنَّه يقع في حديثه إفرادات وقال حميد بن زنجويه قلت لابن المديني إنَّك تطلب الغرائب فأت عبد الله بن صالح فاكتب عنه كتاب معاوية بن صالح.
وأبو حمزة عيسى بن سليم قال ابن حجر صدوق له أوهام من السابعة - من كبار أتباع التابعين - فروايته عن عائشة مرسلة ويحتمل أنَّها معضلة.
فالذي يظهر لي شذوذ الحديث لتفرد أبي معاوية عن أبي حمزة والله أعلم.
٢: حديث ابن عباس : رواه ابن ماجه (٣٦٢) حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد قال: حدثنا مطهر بن الهيثم قال: حدثنا علقمة بن أبي جمرة الضبعي، عن أبيه أبي جمرة الضبعي، عن ابن عباس قال: «كان رسول الله لا يكل طهوره إلى أحد، ولا صدقته التي يتصدق بها، يكون هو الذي يتولاها بنفسه» إسناده ضعيف جدًا.
مطهر بن الهيثم ضعفه شديد قال ابن يونس متروك الحديث وقال ابن حبان منكر الحديث وقال العقيلي لا يصح حديثه.
وعلقمة بن أبي جمرة الضبعي قال الذهبي مستور مقل وقال ابن حجر مجهول. فالحديث منكر.
قال ابن حجر في التلخيص (١/ ١٦٨) فيه مطهر بن الهيثم، وهو ضعيف. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١٢٨) إسناد ضعيف علقمة بن أبي جمرة مجهول ومطهر بن الهيثم ضعيف وقال الألباني في الضعيفة (٤٢٥٠) ضعيف جدًا.
٣: مرسل زياد بن أبي زياد: رواه محمد بن سعد في الطبقات الكبرى (١/ ٢٧٨) أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا كثير بن زيد عن زياد بن أبي زياد مولى عياش بن أبي ربيعة عن رسول الله قال: «كانت خصلتان لا يكلهما إلي أحد: الوضوء من الليل حين يقوم والسائل يقوم حتى يعطيه» مرسل إسناده ضعيف.
محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري ثقة وكثير بن زيد الأسلمي في حفظه شيء وثقه ابن عمار الموصلي وقال أحمد وابن عدي لا بأس به وقال يعقوب بن شيبة ليس بذاك وقال أبو زرعة صدوق فيه لين وقال أبو حاتم صالح ليس بالقوي يكتب حديثه وقال النسائي ضعيف وقال أبو جعفر الطبري ممن لا يحتج بنقله.
وزياد بن ميسره ذكره ابن حبان في ثقاته والبخاري في الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا ووثقه ابن عبد البر وقال ابن حجر ثقة عابد من الخامسة.
٤: مرسل العباس بن عبد الرحمن: رواه ابن أبي شيبة (١/ ١٩٥) حدثنا وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن العباس بن عبد الرحمن المدني قال: «خصلتان لم يكن رسول الله يكلهما إلى أحد من أهله، كان يناول المسكين بيده، ويضع الطهور من الليل ويخمره» مرسل إسناده ضعيف جدًا.
موسى بن عبيدة الربذي ضعفه شديد قال الإمام أحمد لا يكتب حديثه وقال النسائي ضعيف وقال ابن عدي الضعف على رواياته بين وقال ابن معين ليس بشيء وقال مرة لا يحتج بحديثه.
والعباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم ذكره البخاري في الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وقال ابن حجر مستور من الثالثة.
وأصح الروايات السابقة حديث عائشة وهو منقطع شاذ ومرسل زياد بن أبي زياد ضعيف وحديث ابن عباس ومرسل العباس بن عبد الرحمن لا يصلحان للاعتبار. وفي متن الحديث نكارة فهو يخالف الأحاديث الثابتة في إحضار ماء الوضوء للنبي وصب الماء عليه.

<<  <   >  >>