للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال: في هذه الأحاديث انتقاض الوضوء بالاضطجاع دون غيره (١).

الرد: هذه الأحاديث لا يصح منها شيئ وضعفها شديد فلا يقوي بعضها بعضًا.

الدليل التاسع: عن ابن عباس ، أنَّه رأى النبي نام وهو ساجد، حتى غط أو نفخ، ثم قام يصلي، فقلت: يا رسول الله، إنَّك قد نمت، قال «لَيْسَ عَلَى مَنْ نَامَ سَاجِدًا وُضُوءٌ حَتَّى يَضْطَجِعَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا اضْطَجَعَ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ».

وجه الاستدلال: في الحديث نفي الوضوء على من نام ساجدًا وأوجبه على المضطجع بعلة استرخاء المفاصل، وزوال مسكة اليقظة، ولا يوجد هذا حال القيام والركوع والسجود لأنَّ الإمساك فيها باقٍ (٢).

الرد من وجهين:

الأول: الحديث لا يصح.

الثاني: الحديث مقابل بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده : «مَنْ نَامَ سَاجِدًا فَعَلَيْه الْوُضُوءَ» وهو حديث ضعيف أيضًا.

الدليل العاشر: الأصل الطهارة، فلا تزول بالشك (٣).

الرد من وجهين:

الأول: لا يتعلق الحكم ببقاء الطهارة بكونه قائمًا أو راكعًا أو سجدًا والقائلون بهذا القول لا يرون عدم انتقاض الوضوء بالنوم مطلقًا.

الثاني: إذا تعذر اليقين يعمل بغلبة الظن فيعلق انتقاض الوضوء بزوال الشعور لا بهيئة النائم.

الدليل الحادي عشر: قال الطحاوي: أصحاب رسول الله في حياته وبعد وفاته قد كانوا في النوم على ما قد ذكرناه عنهم في هذه الآثار قولًا وفعلًا بلا اختلاف منهم فيه أنَّه لا ينقض وضوءهم إلا في خاص من النوم، والأولى في ذلك أن


(١) انظر: بدائع الصنائع (١/ ٣١).
(٢) انظر: بدائع الصنائع (١/ ٣١).
(٣) انظر: شرح الزركشي على الخرقي (١/ ٥٩).

<<  <   >  >>