للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعروة بن الزبير (١) ونسب لمكحول (٢) وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد القاسم بن سلام (٣) وهو مذهب مالك (٤) ورواية عند الحنابلة (٥) واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية (٦) والصنعاني (٧) وابن باز (٨) وشيخنا ابن عثيمين (٩).

الدليل الأول: في حديث ابن عباس «فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني»

وجه الاستدلال: غفا ابن عباس في صلاته ولم يأمره النبي بالوضوء فدل على أنَّه لا ينتقض الوضوء إلا بالنوم المستغرق (١٠).

الدليل الثاني: في حديث عائشة فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلا يَنَامُ قَلْبِي».


(١) رواه ابن أبي شيبة (١/ ١٣٤) حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: «إذا استثقل نومًا وهو قاعد توضأ» وإسناده صحيح.
عفان هو ابن مسلم والعطار هو ابن يزيد.
(٢) قال ابن العربي في العارضة (١/ ١٠٨) فعله مكحول حتى غط ولم يتوضأ. وقال: أنا أعلم ببطني.
ونسب له ابن حزم عدم النقض مطلقًا فقال: - في المحلى (١/ ٢٢٤) - ذهب إلى أنَّ النوم لا ينقض الوضوء كيف كان .... وعن مكحول.
(٣) قال ابن المنذر في الأوسط (١/ ٢٥٥) قال إسحاق: كلما نام حتى غلبه على عقله توضأ. وبه قال القاسم بن سلام.
وتقدمت نسبة انتقاض الوضوء بالنوم مطلقًا لهما.
(٤) قال في المدونة (١/ ٩) قال مالك: من نام في سجوده فاستثقل نومًا وطال ذلك أنَّ وضوءه منتقض. قال: ومن نام نومًا خفيفًا - الخطرة ونحوها - لم أر وضوءه منتقضًا.
قال: وقال مالك فيمن نام على دابته قال: إن طال ذلك به انتقض وضوءه وإن كان شيئًا خفيفًا فهو على وضوئه.
قال: وقال مالك: من نام وهو محتبٍ في يوم الجمعة وما أشبه ذلك فإنَّ ذلك خفيف ولا أرى عليه الوضوء لأنَّ هذا لا يثبت، قال: فإن نام وهو جالس بلا احتباء؟ قال: هذا أشد لأنَّ هذا يثبت وعلى هذا الوضوء إن كثر ذلك وطال.
وانظر: التبصرة (١/ ٧٨) والشرح الكبير (١/ ١١٩) وشرح التلقين (١/ ١٨٣) وشرح التفريع (١/ ٥٨).
(٥) انظر: الفروع (١/ ١٧٩).
(٦) انظر: الاختيارات ص: (١٦) والفروع (١/ ١٧٩).
(٧) انظر: سبل السلام (٢/ ٢٧).
(٨) انظر: مجموع فتاوى ابن باز (١٠/ ١٤٣).
(٩) انظر: الشرح الممتع (١/ ٢٧٦).
(١٠) انظر: فتح الباري (١/ ٣١٤).

<<  <   >  >>