للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال: أخبر النبي أنَّه يدرك ما حوله فلو أحدث لعلم بذلك فيقاس عليه غيره ممن لم يستغرق بالنوم فلا ينتقض وضوءه (١).

الرد: يحتمل أنَّها خشيت طلوع الفجر عليه وهو لم يوتر (٢).

الجواب: لا مانع من الأمرين والله أعلم.

الدليل الثالث: عن أنس بن مالك قال: «أقيمت الصلاة والنبي يناجي رجلًا فلم يزل يناجيه حتى نام أصحابه ثم جاء فصلى بهم».

الدليل الرابع: عن أنس بن مالك ، قال: «كان أصحاب رسول الله ينامون، ثم يصلون ولا يتوضؤون».

وفي رواية «كان أصحاب رسول الله ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤون»

وجه الاستدلال: نام كثير من الصحابة ولم يسألهم النبي هل رأيتم رؤيا؟ أو هل مكن أحدكم مقعدته؟ أو هل كان أحدكم مستندًا؟ وهل سقط شيء من أعضائه على الأرض؟ فلو كان الحكم يختلف لسألهم. فدل ذلك على أنَّ موجب الوضوء نوم المستثقل الذاهب بالحس بحيث لا يعلم بالحدث إذا خرج منه (٣).

الدليل الخامس: عن عبد الله بن عمر ، أنَّ رسول الله شغل عنها ليلة، فأخرها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا رسول الله ، ثم قال: «لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ اللَّيْلَةَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ غَيْرُكُمْ».

الدليل السادس: عن عائشة، قالت: أعتم رسول الله ليلة من الليالي بصلاة العشاء، وهي التي تدعى العتمة، فلم يخرج رسول الله حتى قال عمر بن الخطاب : نام النساء والصبيان، فخرج رسول الله ، فقال لأهل المسجد


(١) انظر: أعلام الحديث (١/ ٢٣٣) وكشف المشكل من حديث الصحيحين (١/ ٤٧١).
(٢) انظر: المسالك في شرح الموطأ (٢/ ٤٩٧).
(٣) انظر: إكمال المعلم (٢/ ٢٣٢) ومجموع الفتاوى (٢١/ ٣٩٣).

<<  <   >  >>