للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الاضطجاع في المسجد فاضطجاع النبي في بيته.

الثاني: على فرض أنَّه لم يثبت عن ابن عمر الاضطجاع بعد راتبة الفجر يحتمل إنكاره على أنَّه لم تبلغه سنة الاضطجاع بعد راتبة الفجر (١).

الدليل الرابع: عن مجاهد، قال: «صحبت ابن عمر في السفر والحضر، فما رأيته اضطجع بعد ركعتي الفجر» (٢).

وجه الاستدلال: ترك ابن عمر الاضطجاع بعد راتبة الفجر وهو الحريص على متابعة النبي يدل على عدم استحبابه.

الرد من وجوه:

الأول: لعل صلاة ابن عمر الراتبة في غير البيت والله أعلم.

الثاني: الاضطجاع ليس من السنن التي يداوم عليها إنَّما كان النبي يفعله أحيانًا.

الثالث: تقدم حمله على أنَّ ابن عمر لم تبلغه سنة الاضطجاع بعد راتبة الفجر.

الدليل الخامس: عن إبراهيم النخعي، قال عبد الله : «ما هذا التمرغ بعد ركعتي الفجر كتمرغ الحمار» (٣).


(١) انظر: فتح الباري (٣/ ٤٣).
(٢) رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٤٨) حدثنا هشيم، قال: حدثنا حصين، عن مجاهد، قال: فذكره ورواته ثقات.
حصين بن عبد الرحمن ثقة تغير في آخره لكن رواية هشيم عنه قبل الاختلاط.
(٣) رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٤٩) حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، ومغيرة، عن إبراهيم، قال: فذكره مرسل رواته ثقات.
قال العلائي: إبراهيم بن يزيد النخعي أحد الأئمة تقدم أنَّه كان يدلس وهو أيضا مكثر من الإرسال وجماعة من الأئمة صححوا مراسيله كما تقدم وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود . وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي ومغيرة هو ابن مقسم.
ورواه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٤٨) حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن حماد، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله : «ما بال الرجل إذا صلى الركعتين يتمعك كما تتمعك الدابة والحمار؟ إذا سلم فقد فصل» مرسل رواته ثقات على كلام في حفظ حماد بن أبي سليمان.

<<  <   >  >>