للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال: كان النبي يضطجع أحيانًا بعد راتبة الفجر وأمرنا بمتابعته (١).

الرد: اضطجاع النبي لأجل الراحة من مشقة قيام الليل ولم يفعله على وجه القربة (٢).

الجواب من وجهين:

الأول: الأصل الاقتداء بالنبي وكون هذا الاضطجاع يحتمل أنَّ النبي فعله تعبدًا أو من مقتضى الطبيعة البشرية التي تحتاج إلى الراحة بعد التعب فيتمسك بالأصل وهو الاقتداء حتى يدل دليل على عدم المتابعة.

الثاني: على فرض أنَّ النبي فعله ليرتاح ويتقوى به على صلاة الفجر فوسائل العبادات عبادة كتنقل النبي في حجه بين المشاعر راكبًا ليوفر نشاطه للتعبد في المشعر والله أعلم.

الدليل الرابع: عن غيلان بن عبد الله، قال: «رأيت ابن عمر صلى ركعتي الفجر، ثم اضطجع» (٣).

وجه الاستدلال: اضطجاع ابن عمر بعد راتبة الفجر يدل على مشروعيتها.

الرد: تقدم أنَّ ابن عمر لا يضطجع بعد راتبة الفجر وينهى عنها.

الجواب: تقدم الجواب والجمع بين اضطجاعه بعد الراتبة وتركه.


(١) انظر: المجموع (٤/ ٢٨).
(٢) انظر: طرح التثريب (٣/ ٥٢) والشرح الكبير (١/ ٣١٧) وحاشية ابن عابدين (٢/ ٤٦٢).
(٣) رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٤٧) حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غيلان بن عبد الله، قال: فذكره ورواته ثقات.
قال الدارقطني غيلان بن عبد الله عن ابن عمر هو مولى بني مخزوم ثقة وذكره ابن حبان في ثقاته وقال البخاري في الكبير غيلان بن عبد الله مولى قريش سمع ابن عمر وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل غيلان بن عبد الله الواسطي مولى قريش سمع ابن عمر سمع منه شعبة وهشيم، نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك، نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول غيلان بن عبد الله مولى قريش الذى حدثنا عنه هشيم وروى عنه شعبة هو أحب إلى من سهيل بن ذكوان. قال أبو عبد الرحمن وسهيل بن ذكوان ضعفه شديد.

<<  <   >  >>