للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الأول: عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : «إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح، فليضطجع على يمينه» فقال له مروان بن الحكم: أما يجزئ أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع على يمينه، قال: «لا» (١).


(١) حديث أبي هريرة في اضطجاع النبي رواه عنه أبو صالح ذكوان السمان ورواه عنه:
١: ابنه سهيل. ٢: سليمان بن مهران الأعمش واختلفا عليه في لفظه.
١: رواية الأعمش: رواه الترمذي (٤٢٠) وابن خزيمة (١١٢٠) وابن حبان (٢٤٦٨) قال أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قالوا حدثنا بشر بن معاذ العقدي وأبو داود (١٢٦١) حدثنا مسدد، وأبو كامل، وعبيد الله بن عمر بن ميسرة قالوا: حدثنا عبد الواحد، بن زياد حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : فذكره ورواته ثقات وفيه علة.
الحديث تفرد به عبد الواحد بن زياد وعبد الواحد ترجم له الذهبي في الميزان فقال احتجا به في الصحيحين، وتجنبا تلك المناكير التي نقمت عليه فيحدث عن الأعمش بصيغة السماع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ، قال رسول الله : «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى يَمِينِهِ» أخرجه أبو داود قال القطان: ما رأيته يطلب حديثًا بالبصرة ولا بالكوفة قط، وكنت أجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش لا يعرف منه حرفًا وقال الفلاس: سمعت أبا داود قال: عمد عبد الواحد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها بقول: حدثنا الأعمش، حدثنا مجاهد في كذا وكذا. وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى عن عبد الواحد بن زياد، فقال: ليس بشيء. وقال أحمد وغيره: ثقة.
ففي هذه الرواية الأمر بالاضطجاع بعد ركعتي الفجر وهي خلاف رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه وحديث عائشة وحديث ابن عباس من فعل النبي .
قال الأثرم - التمهيد (٨/ ١٢٦) - سمعت أحمد بن حنبل يُسْأل عن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر فقال ما أفعله أنا فإن فعله رجل ثم سكت كأنَّه لم يعبه إن فعله قيل له لم لم تأخذ به؟ فقال ليس فيه حديث يثبت قلت له حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال رواه بعضهم مرسلًا. وقال أحمد - زاد المعاد (١/ ٣٢١) - عبد الواحد يحدث به وحده. وقال ابن القيم في زاد المعاد (١/ ٣١٩) سمعت ابن تيمية يقول: هذا باطل، وليس بصحيح، وإنَّما الصحيح عنه الفعل لا الأمر بها، والأمر تفرد به عبد الواحد بن زياد وغلط فيه.
وقال ابن العربي في عارضة الأحوذي (٢/ ٢١٧) معلول وجعله السيوطي في تدريب الراوي (١/ ٢٣٥) مثالًا للحديث الشاذ وأعله الشيخ مقبل الوادعي في أحاديث معلة (٤٥٤) بعبد الواحد بن زياد.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وكأنَّه يشير إلى تفرد عبد الواحد بن زياد والله أعلم وصححه ابن خزيمة وابن حبان.
٢: رواية سهيل بن أبي صالح: رواه ابن ماجه (١١٩٩) حدثنا عمر بن هشام قال: حدثنا النضر بن شميل قال: أنبأنا شعبة والنسائي في الكبرى (١٤٥٦) أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال نا محمد بن صلت كوفي قال نا أبو كدينة يحيى بن المهلب والبيهقي في الكبرى (٣/ ٤٥) أخبرنا أبو طاهر الفقيه أخبرنا أبو بكر: محمد بن الحسين القطان حدثنا أبو الأزهر حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبى عن ابن إسحاق قال حدثنى محمد بن إبراهيم قالوا حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة ، قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ» وإسناده صحيح.
فرواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة فجعله من فعل النبي لا من أمره مخالفًا عبد الواحد بن زياد وهو لا يقل قدرًا عن عبد الواحد بن زياد إن لم يكن أحفظ منه وتترجح روايته بموافقته لحديثي عائشة وابن عباس في الصحيحين وفيهما الاضطجاع من فعل النبي قال البيهقي في الكبرى (٣/ ٤٥) هذا أولى أن يكون محفوظًا لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس .

<<  <   >  >>