للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسافر الذي يخشى عدم الاستيقاظ لجبر النقص الحاصل في ما اعتاده من القيام (١).

الرد من وجوه:

الأول: يحتمل أن يكون المراد به ركعتين بعد الوتر، ويحتمل أن يكون المراد إذا أراد أن يوتر فليركع ركعتين قبل الوتر (٢).

الجواب: لو لم يرد إلا هذا الحديث لكان محتملًا لكن ثبت الفعل عن النبي وابن عباس .

الثاني: إذا أوتر أي إذا أراد الوتر كقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: ٩٨] فالمقصود بالركعتين الشفع قبل الوتر (٣).

الرد: دل الدليل على الاستعاذة قبل القراءة فصرفت الآية عن ظاهرها بخلاف الحديث.

الثالث: شرع النبي الركعتين بعد الوتر للمسافر لأنَّه مظنة عدم القيام للمشقة فكذلك يقاس عليه غيره كالمريض فتعليل النبي يدل أنَّه لا خصوصية للسفر.

٢: استحبابهما لكل من أوتر: قول لبعض الأحناف (٤) وقول للشافعية (٥) وقول


(١) انظر: صحيح ابن حبان (٦/ ٣١٥) وكشف الستر عن حكم الصلاة بعد الوتر ص: (٤٦) ومعارف السنن (٦/ ١٢٨).
(٢) انظر: السنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٣٣) وفتح الباري لابن رجب (٩/ ١٨١).
(٣) انظر: مهذب سنن البيهقي (٢/ ٩٦٥) وكشف الستر عن حكم الصلاة بعد الوتر ص: (٤١).
(٤) قال التهانوي في إعلاء السنن (٦/ ١٢٨) حديث ثوبان … فيه من الأمر المفيد للاستحباب والندب … وسن الشارع ركعتين بعد المغرب ولم يكن ذلك ناقضًا لوتر النهار لكونهما تبعًا لا استقلالًا فكذلك الركعتان بعد وتر الليل لا تكونان ناقضتين لوتر الليل لهذه العلة بعينها وهذا الجواب أوفق بمذهب الحنفية كما لا يخفى لكون الوتر عبادة مستقلة واجبًا عندهم.
(٥) انظر: اللباب ص: (١٣٧) والتدريب (١/ ٢٥١).
وتعقب النووي في المجموع (٤/ ١٧) القول بالاستحباب بقوله: رأيت بعض الناس يعتقد أنَّه يستحب صلاة ركعتين بعد الوتر جالسًا ويفعل ذلك ويدعو الناس إليه وهذه جهالة.

<<  <   >  >>