للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البسريُّ المخرج له في الصحيح، ومع ذلك فالنسبة يدخلها الاحتمالات، بخلاف التصريح باسم جده عند ابنِ عَدِيٍّ حيث ذكر أنه محمد بن الوليد بن أبان، وهذا هو القلانسي، فإن لم يكن هذا هو الراجحُ، فيحتمل أن يكون القلانسي سرقه من البسري، والله أعلم.

وقد أعلَّهُ ابنُ الجوزيِّ بصالحٍ والقلانسيِّ معًا، فقال: "هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قال أبو حاتمٍ الرازيُّ: "محمد بن الوليد ليس بصدوقٍ وقال النسائيُّ: "وصالح بن حيان ليس بثقة" (العلل ١/ ٣٦٥).

وتعقبه ابنُ دَقيقٍ بشأن ابن الوليد، فقال: "فأما ما ذكر عن النسائي في صالح فقد قال فيه ما ذكر. وأما ما رأيته حكاه عن أبي حاتم في محمد بن الوليد، فقد ذكر ابنُ أبي حاتمٍ في كتابه: "سُئِلَ أبي عنه فقال: صدوقٌ". وقد أخرجَ له البخاريُّ ومسلمٌ، وقال النسائيُّ: "هو ثقةٌ، لا بأسَ به" (الإمام ٢/ ٣٣٣، ٣٣٤).

قلنا: ابنُ الجوزيِّ يتكلم عن القلانسيِّ، وابن دقيق يتكلم عن البسري! ولكل وجهة.

وقال ابنُ حَزمٍ: "وروينا أثرًا من طريق يعلى بن عُبيد، عن صالح بن حيان، عن ابن بُرَيْدَةَ، عن أبيه: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بُرَيْدَةَ وَقَدْ مَسَّ صَنَمًا، فَتَوَضَّأَ)) ". ثم قال: "صالح بن حيان ضعيف، لا يُحتجُّ به" (المحلى ١/ ٢٦٢).

وَأَقرَّهُ عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ في (الأحكام الوسطي ١/ ١٤١)، بل زادَ عليه: "وكذلك ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ وأبو حاتم".

وقال الهيثميُّ: "وفيه صالح بن حيان، وهو ضعيف" (المجمع ١٢٧٣).

وَأَقرَّهُ ابنُ حَجرٍ في (مختصر زوائد البزار ١٧٤).