[الرابع: أمْر الله تعالى بطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وتحريم عصيانه]
يعلم كل من تلا القرآن الكريم؛ أن الله تعالى أمر فيه بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، طاعة مطلقة، لا تردد فيها، ولا تلكؤ.
فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله تعالى وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: ٣٣].
فكيف نطيع الله الذي أمر بطاعة الرسول، إذا لم نعلم ما أمر به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وما نهى عنه في سنته؟؟
وأوجب الله تعالى الأخْذ بما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: ٧].
وعليه؛ فلا يمكن لأحد من المسلمين أن يتم دينه إلا يأخذ بما آتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أمرنا الله تعالى بذلك، إذا لم نأخذ بسنته؟!؟
ولذلك؛ ألزم الله تعالى الذين يحبونه، أن يتبعوا رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فقال سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم} [آل عمران: ٣١].
فكيف يتم الحب والاتباع .. إذا لم نعرف سنة نبينا؟!؟ ولازم هذا، أن من لا يأخذ بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحب الله تعالى، ولو خطب بذلك على المنابر، وألف في ذلك القصائد .. فشهادة الله تحكم بكذب من يدعي حبه ولا يتبع رسوله، ولا يأخذ عنه - صلى الله عليه وسلم -.
وأمرنا الله تعالى باتخاذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، فقال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله تعالى أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... } [الأحزاب: ٢١].
فكيف تتم الأسوة .. إذا لم ندرس سنته، ونتعلم سيرته - صلى الله عليه وسلم -؟!؟
ولقد أوضح الله عز وجل في القرآن الكريم؛ أن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي طاعة الله تعالى، وعصيان الرسول - صلى الله عليه وسلم - عصيان الله تعالى، قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: ٨٠].
وحرم الله تعالى عصيان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، تحريماً شديداً، وخص رسوله - صلى الله عليه وسلم - دون نفسه سبحانه، ذلك في آيات كثيرة منها.
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ الله تعالى حَدِيثًا} [النساء: ٤٢].