[مشكلة السنة]
رغم الجهود الجبارة التي بذلها علماء الحديث، والتضحيات الكبيرة التي قدموها.
فقد وقع في تأليف كتب السنة مشكلتان كبيرتان:
الأولى: توزيع الأحاديث في قرابة ألفيّ مجلد، كل سفر بترتيبٍ مختلفٍ، وتصنيفٍ متنوعٍ، وتبويبٍ متفاوت.
فقد كان كل مُؤلِّف ــ يومئذ ــ يصنَّف حسب اجتهاده، وكل كتابٍ يؤلَّف ــ يومئذ ــ حسب ما يناسب زمانه ...
ولقد كان الواجب، أن تكون السنة كلها في سفر واحد، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
[المشكلة الثانية: اختلاف الحكم على الأحاديث]
نظراً لتفرق البلدان وبعد الزمان، وصعوبة الارتحال، وتشتت الأسانيد في بطون كتب كثيرة، وموسوعات كبيرة.
فقد كانت أحكام العلماء على الأحاديث متفاوتة، ورواياتهم لألفاظها متنوعة، ولهذا كان من الصعوبة بمكان على الباحث فضلاً عن القارئ؛ أن يعثر على بُغيته من أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، الموزعة في هذا الكم الهائل من الكتب، وإن وجدها: اضطرب في معرفة درجة كثير منها، لاختلاف العلماء في أحكامهم, إلا ما كان في الصحيحين.
[جهودنا لحل مشكلات السنة]
لأجل ذلك سعينا لجمع السنة كلها في كتاب واحد، بترتيب يحفظ أصالة عمل المتقدمين, وحداثة في الترتيب والأسلوب تسهل البحث على المعاصرين.
فعزمتُ بعد الاستخارة والتوكل على الله تعالى، على جمعها في مؤلف واحد، وذكر الراجح من أحكام أهل الفن، لتكون مرجعاً للباحثين، ونبراساً للدارسين.
وقد بدأنا هذا المشروع منذ ثلاثين سنة تقريباً، قبل تطور الحاسب وعلومه، وبرامجه، كما هو عليه الآن، فبدأنا العمل على الأوراق والبطاقات، وواجهنا كثيراً من العقبات والإعاقات، وتحملنا من المشكلات والأعباء والحَمَالات ما الله تعالى بها عليم، فكان المشروع يمشي تارة .. ويحبو أخرى.
ورغم هذا كله، ورغم الاشتغال بالدعوة والمناظرات؛ أبيتُ إلا الاستمرار - بعون الله تعالى - في هذا المشروع العظيم.