للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا فيلزمه تحسينه! والذي نراه أنه ممن لا يُحتج بهم، وليس هناك ما يقطع بأن شيخ فياض بن غزوان هو صاحبنا السعدي، فمن المحتمل أنه غيره. والله أعلم.

والحديث قد ضَعَّفَهُ ابنُ حِبَّانَ كما سبقَ، وتبعه ابنُ طَاهِرٍ القيسرانيُّ في (التذكرة ١١١٠)، وَضَعَّفَهُ النوويُّ في (الخلاصة ١/ ١٢٢)، والألبانيُّ في (الضعيفة ٥٨٢)، والحوينيُّ في (تنبيه الهاجد ١/ ٤٥١).

بينما سكتَ عليه أبو داود في (السنن)، والمنذرِيُّ في (الترغيب ٣/ ٣٠٤)، والعراقيُّ في (المغني، صـ ١٠٦٣، ١٠٧٠)، وابنُ حَجرٍ في (الفتح ١٠/ ٤٦٧)، ورَمَز السيوطيُّ لحسنه في (الجامع الصغير ٢٠٨٠).

وذَكَر المناويُّ في (الفيض ٢/ ٣٧٧) سكوتَ أبي داود والمنذرِيِّ، ولم يعلق، بينما قال في (التيسير ١/ ٢٩٧): "وسكتَ عليه أبو داود، فهو صالح"!

وكم من حديثٍ ضعيفٍ سكتَ عليه أبو داود! وانظر (النكت الوفية ١/ ٢٥٧، ٢٥٨).

والحديثُ له شاهدٌ لا يُعتدُّ به من حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعًا بلفظ: ((الغَضَبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالشَّيْطَانُ مِنَ النَّارِ، وَالمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ))، وسندُهُ واهٍ جدًّا، انظره في باب (الاغتسال من الغضب)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

وقوله: ((الغَضَبُ مِنَ الشَّيْطَانِ))، له شاهدٌ من حديث زيد بن أسلم مرسلًا، رواه ابنُ وهب في (الجامع ٤٧٤)، وعبدُ الرزاقِ في (جامع معمر ٢٠٢٨٨)، والبيهقيُّ في (الشعب ٧٩٣٩)، وقال: "هذا منقطعٌ"، يعني: مرسلًا.