هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ، إلا أن حفصًا سَاءَ حفظه بعد ما ولي القضاء، كما قال أبو زرعة، وقال يعقوبُ بنُ شيبةَ:"يُتَّقَى بعضُ حفظِهِ"، وقال ابنُ رُشيدٍ:"كثيرُ الغَلطِ"(تهذيب الكمال ٧/ ٥٦)، وفي (التقريب ١٤٣٠): "ثقةٌ فقيهٌ تغيَّر حفظُهُ قليلًا في الآخر".
وقد خولف في متن الحديث:
فرواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن الحسن بن عياش، عن أبي إسحاق الشيبانيِّ، عن الشعبي، عن المغيرةِ:((أَنَّ الَّذِي أَهْدَى الخُفَّينِ دِحْيَةُ الكَلْبِيُّ)).
وهذا إسنادٌ صحيحٌ رجالُهُ ثقاتٌ، كما سبقَ بيانُهُ، وقد توبع ابن عياش عليه أيضًا، تابعه إسحاق بن أبي إسحاق الشيباني، عن أبيه ... به، مثل رواية ابن عياش، إلا أنه أرسله عن الشعبي، كما مرَّ ذِكْرُهُ.
وقال البيهقيُّ:"والشعبيُّ إنما روى حديثَ المسحِ عن عروةَ بنِ المغيرةِ، عن أبيه، وهذا شاهدٌ لحديثِ دَلْهَمٍ بنِ صالحٍ، والله أعلم".
وذكر الدارقطنيُّ في (العلل ٣/ ٢٩٠): أن الشيبانيَّ إنما ذكر فيه دحية الكلبي.
ورواه جابر الجعفي، عن الشعبي، عن دحية، أنه أهدى ... " الحديث وسيأتي.
فَتَبَيَّنَ بذلك كلِّه أن الَّذي أهْدَى الخُفَّين إنما هو دحية وليس النجاشي، ولا يمكن الجمع بأن كُلًّا منهما أهدى ذلك؛ لأن المخرجَ واحدٌ، ولا بُدَّ من الترجيحِ، فترجح رواية ابن عياش؛ لأنه توبع على ذكر دحية، ولأن حفصَ بنَ