للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ، عدا يونس بن أبي إسحاق، فهو وإن وَثَّقَهُ جماعةٌ، فقد تَكلَّم فيه آخرون؛ قال أحمدُ: "حديثُهُ مضطربٌ"، وضَعَّفَ أحمدُ روايتَهُ عن أبيهِ، وقال يحيى بنُ سعيدٍ: "كانتْ فيه غفلةٌ"، وقال أبو حاتم: "صدوقٌ، لا يُحتجُّ به" (تهذيب التهذيب ١١/ ٤٣٣ - ٤٣٤).

وقد رواه الأعمشُ وغيرُهُ عن أبي إسحاقَ به، وليس فيه ذكر (النَّعْلَينِ) إنما جاء عنه بلفظ: (الخُفِّ)، وفي روايةٍ بلفظِ: (القَدَمَينِ)، وكذا رواه المسيبُ بنُ عبدِ خَيرٍ عن أبيه ... بلفظ:

(القَدَمَينِ)، كما سبقَ.

فلفظ: (النَّعْلَينِ) منكرٌ، أخطأَ فيه يونسُ؛ ولذا استغربه أبو نعيم، فقال: "غريبٌ من حديثِ أبي إسحاقَ بذكر (النَّعْلَينِ)، لم نكتبه إلا من حديثِ يُونسَ عنه".

وقد وَرَدَ ذكرُ (النَّعْلَينِ) في رواية عند أحمد (٩٧٠) من طريق سفيان، عن السدي، عن عبدِ خيرٍ، عن عليٍّ ... به.

ولكنها لا تثبتُ أيضًا، كما سبقَ بيانُهُ في بابِ "صفة الوضوء".

مع العلم بأنه قد ثبتَ عن عليٍّ: (المسْحُ عَلَى النَّعْلَينِ) موقوفًا عليه، رواه الطحاويُّ في (شرح معاني الآثار ١/ ٩٧/ ٦١٥)، من طريقِ شعبةَ، والبيهقيُّ في (السنن ١٣٧٩) من طريق الثوريِّ، كلاهما: عن سلمةَ بنِ كُهيلٍ، ورواه البيهقيُّ في (السنن ١٣٨٠) من طريقِ الأعمشِ، كلاهما (سلمة، والأعمش): عن أَبِي ظَبْيَانَ عن عليٍّ ... به.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ؛ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في (صحيح أبي داود ١/ ٢٩٢)،