للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومداره عند الجميع، على الوليد بن مسلم ... به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه أربعُ عللٍ:

الأُولى: الإرسال، فقد رواه ابن المبارك، عن ثور ... به، فأرسله، لم يذكرْ فيه المغيرة كما سيأتي، وابنُ المباركِ إمامٌ لا شَكَّ في تقديمه على الوليدِ، وقد رُوي عنِ الوليدِ أيضًا مرسلًا كما سيأتي.

ولذا قال الإمامُ أحمدُ: "ذكرتُ -أي: الحديث- لعبدِ الرحمنِ بنِ مهديٍّ، فذكرَ عنِ ابنِ المباركِ، عن ثورٍ قال: حُدِّثتُ عن رجاء، عن كاتبِ المغيرةِ، ولم يذكرْ فيه المغيرة" (مسائل أحمد رواية ابنه صالح ٦٨٩)، وانظر أيضًا: (مختصر اختلاف العلماء ١/ ١٣٨).

وقال أحمدُ: "ليسَ هو بحديثٍ ثبتٍ عندنا" (مسائل صالح ٣٢٣).

وقال أبو حاتمٍ، وأبو زرعةَ: "رواه الوليدُ هكذا! ورواه غيرُهُ، ولم يذكرِ المغيرة، وأفسدَ هذا الحديثُ حديثَ الوليدِ؛ وهذا أشبهُ، والله أعلم" (علل الحديث لابن أبي حاتم ٧٨).

وقال أبو حاتمٍ أيضًا: "ليسَ بمحفوظٍ، وسائرُ الأحاديثِ عنِ المغيرةِ أصحُّ" (علل الحديث لابن أبي حاتم ١٣٥).

وقال الترمذيُّ -عقب الحديث-: "وهذا حديثٌ معلولٌ، لم يسنده عن ثورِ بنِ يزيدَ غير الوليد بن مسلم، وسألتُ أبا زرعةَ، ومحمدًا عن هذا الحديثِ، فقالا: "ليس بصحيحٍ، لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور، عن رجاء، قال: حُدِّثْتُ عنِ كاتبِ المغيرةِ، مرسلٌ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يذكرْ فيه المغيرة". وانظر أيضًا (العلل الكبير ٧٠).