للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أما الهيثميُّ فقال: "رواه البزارُ والطبرانيُّ في (الأوسط)، ورجالُهُ رجالُ الصحيحِ"! ! (مجمع الزوائد ١٣٩٠). كذا قال، ومع هذا قال ابنُ حَجَرٍ: "إسنادٌ صحيحٌ، قاله الشيخ" -يعني: الهيثمي-! ! (مختصر زوائد البزار ١٩٢).

وصَحَّحَهُ الألبانيُّ وقال عمن فوق هشيم من رجاله: " كلُّهم ثقات من رجال مسلم"! (الإرواء ١/ ١٣٨).

وقولُ الهيثميِّ: "رجالُهُ رجالُ الصحيحِ"، وكذا قولُ الألبانيِّ: "كلُّهم ثقاتٌ من رجالِ مسلمٍ"، وَهْمٌ منهما، فدَاودُ الأوديُّ ليس من رجالِ الصحيحِ، والظاهرُ أنهما ظنَّا أن داودَ بنَ عمرٍو هذا، هو ابنُ زُهيرٍ الضبيُّ أبو سليمانَ البغداديُّ، الذي روى له مسلمٌ وهو ثقةٌ، ولكنه ليس صاحب الحديث وإنما هو الأوديُّ كما ذكرناه، فهو الذي يروي عنه هشيمٌ ويروي عن بُسْرٍ، أما ابن زهير الضبيُّ فهو أصغر من الأوديِّ، وهشيم شيخه.

قلنا: وقد تكلَّم أبو حاتم في هذا الحديث، فقال ابنُهُ: "سألتُ أَبي عن حديثٍ رواه هشيم، عن داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن عوف بن مالك الأشجعي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: ((أَمَرَ بِالمَسْحِ بِتَبُوكَ؛ لِلمُسَافِرِ ثَلَاثًا، وَلِلمُقِيمِ يَومٌ وَلَيْلَةٌ))، وَثَبَتَ.

ورواه الوليد بن مسلم، عن إسحاق بن سَيَّار، عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس، عن أبي إدريس، قال: سألتُ المغيرةَ بنَ شعبةَ عمَّا حَضَرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِتَبُوكَ: فَبَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيهِ.

قلتُ: ورواه خالدٌ الحذَّاءُ، عن أبي قلابةَ، عن أبي إدريسَ، عن بلالٍ، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه: ((مَسَحَ عَلَى الخُفَّينِ وَالخِمَارِ)).

قلت لأبي: أيُّهم أشبهُ وأصحُّ؟