ولكن قوله:"وابنُ أبي ليلى مستضعفٌ" فذهولٌ من ابنِ دَقِيقِ العيدِ رحمه الله، ظنَّه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الضعيف، والصوابُ: أنه عبدُ الرحمنِ بنُ أبي ليلى الثقةُ.
وقد تَقَدَّمَ أنَّ العقيليَّ قال:"والأسانيدُ في الجوربينِ، والنَّعْلينِ فيها لِينٌ"(الضعفاء ٣/ ٢٧٦).
[تنبيه]:
ذكر الزيلعيُّ أن الطبرانيَّ رَوَى الحديثَ في (معجمه)، من طريقِ ابنِ أبي شيبةَ، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال،
قال:«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى الخُفَّينِ، وَالجَورَبَينِ»، (نصب الراية ١/ ١٨٥ - ١٨٦).
وقد تبع ابنُ حَجَرٍ الزيلعيَّ في نسبةِ الحديثِ للطبرانيٍّ، من طريقِ ابنِ أَبي شيبةَ، فقال:"وفي البابِ عن بلالٍ أخرجه الطبرانيُّ بسندين أحدهما ثقات"(الدراية ١/ ٨٢).
وكذلك تَبِعَ الزيلعيَّ على هذا: العينيُّ في (البناية شرح الهداية ١/ ٦١٠)، وفي (شرح أبي داود ١/ ٣٧٤)، والمباركفوريُّ في (تحفة الأحوذي ١/ ٢٨١)، وتَكلَّفَ المباركفوريُّ تضعيفَ الحديثِ فأعلَّهُ بأن الأعمشَ مدلسٌ، وقد عنعن! .
قلنا: لم يخرجْهُ الطبرانيُّ بهذا اللفظِ من هذا الطريقِ، بل أخرجه في (الكبير ١٠٦٠)، من الطريقِ المذكورِ بلفظ:«يَمْسَحُ عَلَى المُوقَينِ، وَالخِمَارِ».