وَوَهِمَ الذهبيُّ وهمًا آخر، فذكرَ الزِّبْرِقَانَ في (الميزان ٢٨٢٨) وقال: "وقال البخاريُّ: في حديثِهِ وهم". وسبقَ الذهبيّ لذلك ابنُ عَدِيٍّ؛ حيثُ قَالَ في ترجمةِ الزِّبْرِقَانِ:"عن كعب بن عبد الله، روى عنه الثَّوريُّ وإسرائيلُ، فيه وهمٌ، سمعتُ ابنَ حماد يذكره، عنِ البخاريِّ"(الكامل ٥/ ١٨١)، ونحوهما العقيليّ في (الضعفاء ٢/ ٧٥).
قلنا: وعبارةُ البخاريِّ في موضعين من (التاريخ) تدلُّ بلا مرية أنه يريدُ توهيم شعبة، وليس الزبرقان، وقد علَّق على قولِ البخاريِّ هذا الشيخُ المعلميُّ فقال:"والمعنى كما هو الظاهر أن شعبةَ رحمه الله وهم في قوله: (عبد الله بن كعب)، والصوابُ:(كعب بن عبد الله)، ووقعَ في ترجمةِ الزِّبْرِقَانِ من (الميزان): "وقال البخاريُّ: في حديثه وهم"، ولم يتَعَقَّبَهُ في (اللسان)، واللهُ المستعانُ"(التاريخ الكبير ٣/ ٤٣٥/ حاشية ٣).
وقد وَثَّقَ الزِّبْرِقَانَ: ابنُ مَعِينٍ، وابنُ حِبانَ، وقال يعقوبُ بنُ سفيانَ:"لا بأسَ بِهِ". انظر (التذييل على كتب الجرح والتعديل ٣٨٩).
الطريقُ الثالثُ: عن مالك بن الجون، عن عليٍّ:
رواه ابنُ سَعْدٍ في (الطبقات)، قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا مسعود بن سعد الجعفي، عن عمرو بن قيس، عن خالد بن سعيد، عن مالك بن الجون، قال:"رَأَيْتُ عَليًّا .... " فذكره.
وهذا إسنادٌ لينٌ؛ فيه: مالك بن الجون، ويقال: الجوين، ترجمَ له البخاريُّ في (التاريخ الكبير ٧/ ٣٠٦)، وابنُ سَعْدٍ في (الطبقات ٨/ ٣٦٠)، وابنُ أبي حَاتمٍ في (الجرح والتعديل ٨/ ٢٠٧)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات ٥/ ٣٨٥) كعادته.