للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(التحقيق ٢/ ٤)!

وتبِعه الذَّهَبيُّ، فقال: "وفي الدَّارَقُطْنيِّ بسندٍ ضعيفٍ، عنِ ابنِ عباسٍ مرفوعًا ... " (تنقيح التحقيق ١/ ٣٠٣).

وقد تَعَقَّبَ ابنُ عبدِ الهادي ابنَ الجَوْزي، فقال: "وعبدُ الرحمنِ بنُ يحيى لا نَعْلمُ أحدًا ضَعَّفَهُ، بل صدَّقه أبو حاتم وروَى عنه" (تنقيح التحقيق ٢/ ٦٢٠).

قلنا: ولكنه قد خولِفَ فيه؛

فقد رواه ابنُ أبي شَيْبةَ في (المصنف ١١٢٤٦) عنِ ابنِ عُيَيْنةَ، عن عَمرِو بنِ دينارٍ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عنِ ابنِ عباسٍ، موقوفًا، به.

وتابعه سعيدُ بنُ منصورٍ، كما عندَ ابنِ المُنْذِرِ في (الأوسط ٢٩٣٣) عنِ ابنِ عُيَيْنةَ، بمثله.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ غاية؛ رجالُهُ كلُّهم ثقاتٌ أثباتٌ؛ ولذا علَّقَهُ البخاريُّ في (صحيحه ٢/ ٧٣) بصيغةِ الجزمِ.

وقال الحافظُ: "إسنادُهُ صحيحٌ" (الفتح ٣/ ١٢٧)، وتبِعه القَسْطَلَّانيُّ في (إرشاد الساري ٢/ ٣٨٣).

فلا ريبَ أن هذا الوجهَ الموقوفَ هو الصوابُ؛ فابنُ أبي شَيْبةَ وسعيدُ بنُ منصورٍ من أئمةِ الحفظِ والإتقانِ.

فلا يقارَنُ بهما عبدُ الرحمنِ بن يحيى المَخْزُوميُّ هذا، فضلًا عن أن يقوَى على مخالفةِ أحدهما، فكيف وقد اجتمعا؟ !

ولذا قال البَيْهَقيُّ: "وهكذا رُوي من وجهٍ آخَرَ غريبٍ عنِ ابنِ عُيَيْنةَ،