للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فالذي يظهرُ لنا، أن روايةَ هذا الحديثِ بهذا الإسنادِ من أوهامِ أبي ذَرٍّ عمَّار بن محمد، وقد قال الشِّيرازيُّ: إنه لم يكنْ من أهلِ الحديثِ.

وحتَّى لو ثبَتَ هذا الإسنادُ عنِ ابنِ المبارَك، ففيه علةٌ أُخرى، وهي:

العلةُ الثالثةُ: أن يونسَ بنَ يزيدَ الأَيْليَّ، وإن كان ثقةً، فإن له مناكيرَ، خاصَّةً عنِ الزُّهْريِّ.

قال أحمدُ بنُ حَنْبَلٍ: "يونسُ كثيرُ الخطإِ عن الزُّهْريِّ"، وقال مرَّة: "في حديثِ يونسَ بنِ يزيدَ منكَراتٌ عنِ الزُّهْريِّ"، وقال أيضًا: "لم يكنْ يَعرِفُ الحديثَ، وكان يكتُبُ "أُرَى" أولَ الكتاب فينقطع الكلام، فيكون أولُه عن سعيدٍ وبعضُه عن الزهريِّ، فيشتبه عليه" (تهذيب الكمال ٣٢/ ٥٥٢).

وقال وَكِيعٌ: "لقِيتُ يونسَ بنَ يزيدَ الأَيْليَّ، وذاكرْتُهُ بأحاديثِ الزُّهْريِّ المعروفةِ، وجَهَدْتُ أن يُقيمَ لي حديثًا فما أقامَ" (الجرح والتعديل ٩/ ٢٤٨).

وقال ابنُ سعدٍ: "ليس بحُجَّةٍ، وربما جاءَ بالشيءِ المنكَرِ" (الطبقات ٩/ ٥٢٧).

* * *