للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومحمد بن يونسَ هو الكُدَيْمي؛ اتَّهمه غيرُ واحدٍ منَ الأئمةِ بالوضعِ، وكذَّبه أبو داود. انظر (تهذيب التهذيب ٩/ ٥٣٩ - ٥٤٤).

وقد رواه ابنُ أبي شَيْبةَ وغيرُهُ عن الفَضْلِ بنِ دُكَيْنٍ دون هذه الزيادةِ كما سبقَ؛ فالظاهرُ أنها من وضعِ الكُدَيْميِّ هذا، انظر: (الضعيفة ٦٢٨٥).

ولكن وردتْ هذه الزيادةُ من روايةِ غيرِه، كما ستراه في:

الطريق الثالث عن جسرة:

رواه ابنُ شَبَّةَ، قال: حدثنا موسى بن مَرْوان، قال: حدثنا عطاء بن مسلم، عن (ابن أبي غَنِيَّة) (١)، عن إسماعيلَ، عن جَسْرةَ -وكانت من خِيار (النساء) (٢) قالت: كُنْتُ مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، فَقَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِي حَتَّى دَخَلَ المَسْجِدَ، فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ ... )) الحديثَ.

ورواه ابنُ حَزْمٍ -معلَّقًا- من طريق عبد الوهاب، (عن) (٣) عَطاءٍ


(١) وقع في المطبوع (أبي عُتْبَة)، والظاهرُ أنه تحريفٌ، وقد جاء في (المحلَّى) (ابن أبي غَنِيَّة)، وهو الصواب؛ فابنُ أبي غَنِيَّةَ له روايةٌ لهذا الحديث كما سبق. ووقع عند الطَّبَراني في (المعجم الكبير ٢٣/ ٣٧٣/٨٨٣) "ابن أبي عُتْبَةَ".
(٢) زيادة ليست في الأصل، زادها المحقق لأجل السياق، وهذا مسَلَّم إن لم تكن الكلمة السابقةُ عليها محرفةً من اسم مكان أو بلد، مثل (جِيَاف) اسم ماء بالكوفة، و (جِيَار) اسم موضع أيضًا. وعلى التسليم بما ذكره المحقق، فلا يخالف ذلك ما رجَّحْناه من ضعف جَسْرةَ؛ لأن السندَ إلى قائلها لا يصحُّ، على أن ذلك قد يُحمَل على كثرة عبادتها، حيث كانت تُكثر من العمرة، ومعلوم أن كثرة العبادة لا يلزم منه ضبطُ الراوي، والله أعلم.
(٣) وقع في نسخة من (المحلى): "بن"، وهو خطأ كما جزم به محقِّقه الشيخُ أحمد شاكر، ويدلُّ عليه كلامُ ابن حَزْم، ومصدرُ ابن شَبَّةَ المذكور، وكذلك مصدر البَيْهَقي الآتي.